فى عام 1964، والصين مازالت دولة فقيرة، وتبحث عن طرق جديدة واساليب مبتكرة لمواجهة التحديات الغربية التى كانت تناطحها منذ هذا الوقت المبكر، وعلاقاتها بالدول العربية لم تكن بهذا المستوى الرائع حاليا، قررت فى هذا الوقت المبكر جدا أن تصدر مجلة باللغة العربية وتطلق عليها «الصين اليوم» فى الوقت الذى لم تفكر فيه دولة آسيوية أخرى أو حتى غربية فى أن تقدم على مثل هذا العمل الشجاع لمجرد إنها صديقة لمصر عبد الناصر فى هذا الوقت...

ولم تكن هناك من وسيلة غربية أو آسيوية أخرى لاطلاع العرب على تطورات الصين الحقيقية سوى تلك المجلة المحترمة التى تحولت مع الأيام إلى واحدة من المنصات المهمة لنقل وتبادل الثقافة بين العرب والصين، ونقل صورة حقيقية عن الصين بخلاف تلك التى يحاول الاعلام الغربى تسويقها لنا من خلال عيونه ومصالحه... ومنذ يومين احتفلت مجلة الصين اليوم بمرور 60 عاما على صدورها، و20 عاما على نقل كل مراحل إنتاجها فى مطابع الأهرام بالقاهرة...

وكما قالت السيدة تشاو لى جيون مديرة المجلة فى الصين، انه على ضفاف نهر النيل، مهد الحضارة المصرية العريقة، نشأت النسخة العربية لمجلة الصين اليوم، بعد 12 عاما من صدور المجلة باللغة الإنحليزية والتى أسستها فى عام 1952 السيدة سونج تشانج لينج عقيلة الأديب والسياسى الصينى الكبير صن يات صن الذى يعد «ابو الصين الحديثة» وزعيما سياسيا وثوريا كبيرا،

وبعد الزيارة التاريخية التى قام بها رئيس مجلس الدولة الصينى الأسبق تشو آن لاى إلى مصر فى بداية 1964. وفى بداية إطلاقها، كانت المجلة عبارة عن ترجمة للموضوعات المنشورة فى النسخة الإنجليزية، غير إنها وبعد أن انتقلت عمليات انتاجها فى القاهرة بالكامل، اصبحت تتناول موضوعات مختلفة ولها طابعها الخاص بعيدا عن النسخة الإنجليزية... فى العام 1985، خطت المجلة خطوة كبيرة، بعد أن اتفقت مع الأهرام على إنتاج المجلة، ومع الشركة القومية للتوزيع المصرية على توزيعها فى كل الدول العربية..

وقد قربتها تلك الخطوة من القراء العرب بصورة كبيرة جعلت منها واحدة من المجلات العربية التى يبحث عنها القراء العرب عند الباعة كل شهر... كما يقول الأستاذ حسين إسماعيل، نائب رئيس التحرير...

وهكذا اصبحت المجلة واحدة من تلك المجلات التى لا يمكن الاستغناء عنها لمعرفة الصين وثقافتها، طالما بقيت العلاقات العربية الصينية قوية.