تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
براءة هتلر من دم اليهود (1)
"إدوين بلاك" اسم علينا أن نتذكره كثيرا في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط.
فمن هو، ولماذا علينا أن نتعرف على أعماله، وما أهمية تلك الأعمال خاصة المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وما هي الأسرار التي سعى دائما اللوبي الصهيوني طمسها من التاريخ، ولماذا ترفض دائما تلك القوى الصهيونية الحقائق التي يسردها الآخر، وتعمل على تشويهها. وتقبل فقط بالروايات التي تأتي بها من جانبها.
إدوين بلاك؛ هو مؤرخ وكاتب وصحفي أمريكي، ولد في 27 فبراير 1950 في شيكاغو في الولايات المتحدة. له العديد من المؤلفات الهامة، لكنني هنا بصدد كتاب محدد في غاية من الدقة في الاستقصاء، استغرق مدة كتابته خمس سنوات، حيث وثق الكاتب هذه الحقبة التي تساعد على فهم حقيقة الصراع في الشرق الأوسط.
يكشف إدوين بلاك، في كتابه "اتفاقيه النقل" الكثير من البنود السرية التي ليست من السهل على أي باحث الوصول إليها. لماذا استطاع بلاك دون غيره من الوصول إلى تلك الاسرار؟ ببساطة شديدة، لأنه ابن ناجين من محرقة الهولوكوست.
ساقته الأقدار عام 1978 أثناء لقاء صحفي للكشف عن وجود علاقة خفية بين نظام أدولف هتلر والصهاينة اليهود الألمان، خلال السنوات الأولي لنظام هتلر. وهو ما أكده أيضا الباحث اليهودي الحاخام بايرون شروين، موضحا أن هناك ألغازًا كثيرة حول رد فعل اليهود على النازية.
من هنا، بدأت الشرارة الأولي التي انطلق منها بلاك إدوين، ومعه عشرات من الباحثين والمتطوعين للبحث وراء تلك العلاقة الغريبة.
عمل على تجميع المعلومات من الأرشيفات المنسية والصحف من حقبة ما قبل الحرب العالمية الثانية والسجلات الحكومية. والتي انتهت به إلى كتابه الأول عام 1984 الذي يحمل عنوان "اتفاقية النقل: القصة الدرامية للعهد بين الرايخ الثالث وفلسطين اليهودية".
وكما يروي الكاتب عن أصوله: "أنه وُلدتُ في شيكاغو، ونشأتُ في أحياء يهودية، ولم يُحاول والداي الحديث عن تجربتهما مرة أخرى. ويشير في مقطع آخر من الكتاب أنه ظل مُلتزمًا بمعتقدات والديه، كان مُؤيدًا لدولة إسرائيل. وفي شبابه، أمضى وقتًا في كيبوتس، وزار إسرائيل في عدة مناسبات أخرى.
هناك شعر بالعديد من تناقضات لم يتقبلها عقله. ففي إسرائيل شاهد في كل مكان معدات ألمانية. والتي تحمل رموز التجارة النازية مثل مرسيدس، جرونديج، سيمنز، وغيرها من ماركات مزدهرة في الدولة في الوقت الذي يحرم فيه موسيقي فاجنر.
كل هذه الظواهر المتناقضة، أحيت في ذاكرته مقوله الحاخام بايرون شيروين" أهم قاعدة في التعامل مع المحرقة هي أن لا شيء منطقي".
يسرد الكاتب بعض التفاصيل بعد أن استولي هتلر على السلطة، حيث كان لزاما عليه أن يرتب البيت من الداخل، لاسيما أن النازيين قد وعدوا عند توليهم السلطة ببناء ألمانيا.
كان اليهود أول من أدرك أن هتلر يمثل تهديدا، في الوقت الذي أيّدت الكنيسة الكاثوليكية، والكنيسة اللوثرية، والمجلس الإسلامي الأعلى، جميعها أيد نظام هتلر.
ووقعت الدول معاهدات صداقة وتجارية، وساهمت بوعي في الانتعاش الاقتصادي والعسكري الألماني. رأى المجتمع المصرفي والتجاري الدولي أن ألمانيا لا غنى عنها لخلاصها.. أما بالنسبة للتهديد الذي يواجه يهود ألمانيا، فقد كان ذلك شأنًا داخليًا ألمانيًا.
هنا شعر يهود أمريكا، إذا لم تتحرك حكومات العالم، فسيكون على اليهود المؤثرين في أمريكا إنقاذ إخوانهم في ألمانيا. وهو ما حدث بالفعل.
يؤكد بلاك، على أن، قوة اليهود الأمريكان قوة لا يستهان بها. بوصفهم قوة ضغط اقتصادية. فقد استخدم اليهود الأمريكان، نفوذهم لما يقرب من قرن من الزمان، عندما اعتمدوا في خططهم على الضغط الاقتصادي والاحتجاجات لمواجهة الفظائع المعادية للسامية في جميع أنحاء العالم. في إشارة واضحة لما قامت به جماعات الضغط اليهودية عام 1906، عندما شنوا حربًا اقتصادية ضد النظام الملكي الروسي.
في 7 أغسطس 1933، أبرم قادة الحركة الصهيونية اتفاقًا مثيرًا للجدل مع الرايخ الثالث، والذي سمح بنقل حوالي 60 ألف يهودي و100 مليون دولار إلى فلسطين.
وماذا كان الثمن الذي تقاضاه هتلر في المقابل. أن يوقف الصهاينة المقاطعة العالمية للمنتجات الألمانية التي دعا إليها اليهود في انحاء العالم، وكادت أن تهددت بإسقاط نظام هتلر في عامه الأول.
هنا يوضح الكاتب أن المؤامرة على فلسطين بدأت مع مؤتمر باريس، وفيه طالب الرأي العام اليهودي وقوي الضغط الصهيونية باعتبارهم من الأقليات المستهدفة تقرير المصير. ووطن يهوديًا في فلسطين.
وفي نفس الوقت، خشي اليهود المستوطنون في الولايات المتحدة وغيرها من الدول، خافوا من أن يشجع خلق وطن لليهود في فلسطين من أن يطردوا من البلدان التي عاشوا بها، لكن تمكنت قوي الضغط الصهيونية من وجود وطن يهودي في فلسطين، مع شروط تحفظ حقوق اليهود في البلدان الأخرى.
بينما كان حزب أدولف هتلر، يسيطر على ألمانيا، وبينما كان اليهود الألمان في نيويورك يهيمنون على المشهد السياسي اليهودي الأمريكي، كان هتلر والرايخ الثالث يرسلون اليهود الالمان إلى فلسطين.(يتبع)
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية