تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مناسبتان.. وفرحتان
تعيش الأُمّة العربيّة والإسلاميّة هذه الأيام ذكرى أفضلِ المناسبات على قلبِ كلِّ مسلِم، ألا وهى ميلاد خير الخلق، وسيّد الأنبياء والرُسل، الذى لولاه ما خَلَق اللهُ تعالى الدنيا، إنه سيّدنا رسول الله- صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذى بعثه الحق تبارك وتعالى رحمةً للعالمين، كما قال فى سورة الأنبياء: 107 " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"، وقد بشَّر به الأنبياء والرُسل السابقون، وكان مولدُه باعِثا للفرح والسرور على الكون كلّه.
وبغضِ النظر عن الرافضين أو المتردّدين فى الفرح والاحتفاء بمولده الشريف، فليفرح المُحبّون والعاشقون، فالمأثور "من فَرِحَ بنا فرِحنا به"، فإذا كان الكون كلّه قد فرح بمولده، أفلا يجدر بالعاقلين أن يكونوا من ضمن هذا الكون فلا يشِذَّوا أو يُغرِّدوا بعيدا عن الفِطرة السليمة؟!
إن فَرَحنا بمولد البنى فرحٌ بالرحمة والنور الذى أكرَمنا به الخالقُ جلَّ وعلا، وواجبنا أن نجعل من فرحنا هذا ترجمةً عمليةً بالاقتداء والتأسّى بسيرة وأخلاق سيّدنا رسول الله، فى كلّ معاملاتنا وحياتنا الدنيوية قبل التعبُّديّة، فقد لَخَّصَ رسالته بقوله: "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ- وفي روايةٍ (صالحَ)- الأخلاقِ"، وأول هذه الأخلاق والسِمات التى عُرِف بها سيّدنا رسول الله قبل بعثته "الصادقُ الأمين"، فلم يكذبْ فى حياته قط، ولم يخُنْ عهدا أو يُضيّع أمانة، حتى فى أحلَك الظروف والمِحن التى تعرّض لها من أهل قريش، لم يرضْ الخروج فى هجرته إلى المدينة المنوّرة، إلا بعد أن استأمن الإمام علىٌ بن أبى طالب- كرّم الله وجهه ورضى عنه- لردِّ الأمانات لأهلها.
ومصرُنا الحبيبة عُرفت طوال تاريخها بحبّها لسيّدنا رسول الله وآل بيته الأطهار والصالحين، لذا فهى تحتفل بهذه المناسبة بل تستثمرها فى تكريم عدد كبير من العلماء والدُعاة المتميزين، فى احتفال يوم الأربعاء إن شاء الله، حيث يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى، على الحضور لتكريم العلماء والدعاة والتحاور معهم فيما يشغلهم ويخصّ الدعوة والخطاب الدينى المستنير ومواكبته لقضايا العصر.
ومن حُسن الطالِع أيضا أن يتواكب احتفالُنا بمولد خير البريّة، مع احتفالاتنا بانتصارات الأمّة المصرية فى شهر أكتوبر المجيد، التى انتصرت فيها على نفسها قبل أى شئ، فتَحَدَّت الظروف وقَهرت الصعاب، فَسَطَّرَت بعقول وسواعد أبنائها الأبطال، أبناء القوّات المسلّحة والشُرطة البواسل والشعب بكلّ فئاته، أروع البطولات والانتصارات فى تاريخها الحديث، والتى مازالت- وستظل- تُدَرَّس فى الأكاديميات والمعاهد العسكرية، لما حملته من خطط وتكتيك غير مسبوق فى اقتحام أكبر مانع مائى وترابى، وإسقاط أسطورة الجيش الذى لا يُقهر، فاستعادت عزّة وكرامة الأمّة العربية بل الإسلامية كلّها.
وفى ذكرى هاتين المناسبتين، تؤكّد مصر دوما أنها قادرة على تخطّى الصعاب والتغلّب على كافة التحدّيات، بما حبَاها الله تعالى من خيرات وثروات، وأهمّها الثروة البشرية التى تتميّز بها، فالمصريون قاهرون لأى صعاب تواجههم، ولذا نقول دوما: "تحيا مصر" بأبنائها المُخلصين، بعد حفظ المولى عزَّ وجلَّ لها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية