تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > مصطفى ياسين > مصر- السعودية.. جناحَا الأُمَّة العربية والإسلامية

مصر- السعودية.. جناحَا الأُمَّة العربية والإسلامية

من يعْرِف حقائق التاريخ، ويُدْرِك خرائط الجغرافيا، ويتعمَّق فى أواصِر العلاقات والأديان، يُوقِن تمامًا أن العلاقة المصرية- السعودية هى من نوعٍ خاصٍّ، مُتجذِّرة، مُمْتَدَّة، ممْزوجة بنوعٍ غير موجود ولا مسبوق فى أيّ علاقة دُولية أخرى، فقد وثَّقتها الرابطة المقدَّسة، بزواج أبي الأنبياء سيّدنا الخليل إبراهيم- عليه السلام- بالسيّدة هاجَر، وكانت جارية مصرية ذات هيئة جميلة، وَهَبَها مَلِك مصر للسيّدة سارَّة زوجة سيدنا إبراهيم حينما كانت عنده، وقد وهَبَتْها سارَّة لإبراهيم، ليتزوَّجها ويُنجب منها الولد، فتزوَّجها وأنجبت أبا العرب نبي الله إسماعيل- عليه السلام- وذهب إبراهيم بهاجَر وابنها إسماعيل إلى فلسطين ثمّ انتقلوا إلى أرض الحجاز، وتركهما في مكَّة ورجع إلى أرض الشام، ونَفَدَ الماء الذي كان لديها، فتوجَّهت إلى جبل الصَفَا، وصَعَدت عليه لتنظر هل من أحد، ثم تنزل وتتوجَّه إلى المروَة لتنظر هل من أحد، وتنزل وتعود إلى الصفا، ثم إلى المروة، وفعلت ذلك سبع مرّات، فكان السعي بين الصفا والمروة. وتوفّيت هاجَر في مكّة، وكانت وفاتها قبل وفاة سيّدتها سارَّة، ولم يكن إبراهيم موجوداً، وقام ابنها إسماعيل بدفنها، وحزن حُزناً شديداً عليها، إذ كانت مؤْنِسَتَه في غياب والده إبراهيم.
وعلى مدى العصور والأزمان، تتعاظَم وتزداد العلاقة توطيدًا وتَجَذُّرًا، رغم اختلاف أنظمة الحُكْم والسياسات، وتعاقُب الحُكَّام والسَاسَة، لكن تبقى العلاقة الشعبيّة هى الأقوى والأبقى.
وفى هذا الإطار والسياق، جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى مدينة نيوم بالمملكة السعودية، واللقاء بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- ولي عهد المملكة ورئيس مجلس الوزراء- وإجراء مباحثات موسَّعة تلاها اجتماع ثنائي ضم الزعيمين.
ليخرج المتحدّث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، ويُصرّح بأن صاحب السمو الملكي رحّب بزيارة السيد الرئيس، مُعرِباً عن اعتزاز المملكة بما يجمعها بمصر من علاقات أخويّة راسِخة، ومؤكِّداً حرصها على تعزيز أُطُرِ التعاون الثنائي في مختلف المجالات، والارتقاء بها نحو آفاق أوسع وأكثر استدَامة، بما يُحقِّق مصالح البلدين ويُلبِّي تطلُّعات شعبيهما في إطار رؤيتهما المشترَكة للمستقبل. كما ثمَّن الدور المحوري الذي تضطلع به مصر في ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على المستوى الإقليمي، استنادًا إلى ثِقلها التاريخي ومكانتها الاستراتيجية.
كما عبَّر فخامة الرئيس السيسي لسمو الأمير محمد بن سلمان عن بالغ تقديره وامتنانه لحفاوة الاستقبال وكَرَم الضيافة، مُؤكِّداً عُمْق مشاعر الودّ والاعتزاز التي تُكنُّها مصر، قيادةً وشعباً، للمملكة، وللروابط التاريخية الوثيقة التي تجمع البلدين. كما أعرَب سيادته عن تطلّعه إلى مواصلة البناء على ما تحقّق من نُقْلَة نوعية في العلاقات الثنائية، بما يُسْهِم في تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية، ويواكب تطلُّعات الشعبين الشقيقين.
وكذا شهد اللقاء مناقشات مُعَمَّقة حول عدد من ملفَّات التعاون الثنائي، حيث تمّ التأكيد على أهمية تعزيز الاستثمارات المشترَكة، والإسراع في تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي، باعتباره إطاراً شاملاً لتطوير العلاقات على كافّة المستويات. كما تمّ الاتفاق على إطلاق المزيد من الشرَاكات في مجالات التكامل الصناعي، وتوطين الصناعات التكنولوجية، والنقل، والطاقة الجديدة والمتجدِّدة، والتطوير العمراني.
كما تناول اللقاء مُستَجدّات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترَك، حيث تم استعراض الجهود المصرية الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، بالتنسيق مع مختلف الأطراف، كما أكّد السيد الرئيس دعم مصر للمبادَرات السعودية بشأن القضية الفلسطينية، وآخرها مُخْرَجَات مؤتمر "حلّ الدولتين". وفي هذا السياق، شدَّد الزعيمان على ضرورة الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة دون عوائق، والإفراج عن الرهائن والأَسْرَى، ورفض أيّة محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم أو إعادة فرض الاحتلال العسكري الإسرائيلي على قطاع غزَّة، وشدَّدَا كذلك على ضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الضَّفَّة الغربية.
والتأكيد على عزْم البلدين مواصلة التنسيق والتشاور المشترَك، خاصّة في ظلّ التطوُّرات المُتسارِعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مع التشديد على أهمية دعم استقرار دول المنطقة، والحفاظ على وحْدة أراضيها وسلامة مؤسّساتها الوطنية.
وهكذا يتأكَّد يوميًّا أن مصر- والسعودية هُمَا قَلْبُ العروبة النابض، رغم ما يحاول الأعداء والحاقدون والمنافقون من إثارته وترويجه لِبَثِّ الفُرْقَة والشِقَاق، وهو ما يُحذِّر منه الرئيس السيسي دومًا، فلْنَنْتَبِه ولا ننساق خلْف رغبات المُخَرِّبين، لتَنْعَم أُمَّتُنا العربيّة والإسلاميّة بالأمن والرَّخاء والسلام.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية