تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
رمضان.. والصيام الكبير
مِنْ فضلِ الله على أُمَّتِنَا المصرية، أن يتزامن حلول شهر رمضان المبارك مع الصيام الكبير للأخوّة المسيحيين، ليزيد من عُرَى الترابط الاجتماعي والتماسُك العَقَدِي، كلٌّ بِدِيْنِه وشعائِرِه، فضلاً عن المشاركة الوجدانية والاتجاه نحو إلهٍ واحدٍ نعبُدُه جميعا، فنجد التقارُب الديني الذي يُقَرِّبُ النفوس ويُصَفِّي القلوب من شوائب الدنيا ويجعلها أكثرَ قُرْبًا وتَقَرُّبًا إلى الله، بالإكثار من الطاعات واجتناب الموبقات.
وإذا كان رمضان في مصر "حاجَةَ تانيّة"، من حيث المظاهر والاحتفالات والعادات والتقاليد غير الموجودة في المجتمعات المُسْلِمة الأخرى، فإن الصيام بنوعيه، صيامُ رمضان أو الصيامُ الكبير، هو الآخر حاجة بل "حاجات تانية كتير".
صيامٌ يجعلنا بعيدين عن أقوالٍ وسلوكياتٍ خاطئةٍ كثيرة كنّا نقعُ فيها ونَرْتَكِبُها، سواءً عن جهل أو عَدَم قَصْدٍ، فكأنَّ اللهَ أراد أن يُطَهِّرَ قلوبَنا من تلك الزَلَّات، فشاءت حكمتُه سبحانه وتعالى أن تتزامن المناسبتان، في وقتٍ أشدٍ ما نكون فيه للتقارُب والتعاضُد والتعاون، حتّى نكون يدًا واحدةً، وعلى قلْبِ رجلٍ واحدٍ، في مواجهة التحدّيّات والصعوبات الكثيرة والمتعدِّدة، سواء الداخليّة أو الخارجيّة، وأخطرها على الإطلاق التهديدات الأَمْنِيَّة على الحدود المصرية في كلّ الجبهات والاتجاهات.
تهديدات تفرِضُ علينا جميعا التَرَفُّعَ عن صغائر الخلافات وتوافِه الأمور، وتعظيم فريضة "الوعي"، وواجب الاصطفاف الوطني، لأن التحدّيّات التي تواجهنا ليس لها بديلٌ إلا أن "نكون"، فنحن أُمَّة لا يمكن لها إلا أن "تكون"، فهي الأُمَّة المحروسة بـ"عَيْنِ الله" ورعايته، وقد شَرَّفَها المولى عزَّ وجلَّ بوجود آل بيت سيّدنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- والتابعين والصالحين في كلّ العصور.
وفريضةُ الصيام كمَا جَمَعَتْنا كـ"مصريّين، مسلمين ومسيحيين"، على نَقَاء القلوب وصفاء الصُدور، فهي أيضا تجمَعُنا على المحبَّة والإخلاص والانتماء لوطن نفديه بأرواحنا وكلّ ما نملك من غالٍ ونَفِيْسٍ للحفاظ عليه حُرًّا أَبِيًّا.
ومن أخطر التحدّيات التي علينا مواجهتها كـ"شعب"، هي نتاج حروب الجيل الخامس التي تستهدف تفتيت جَبْهَتِنا الداخليّة، وبثِّ رُوح التشاؤم واليأسِ والإحباط، من خلال نَشْر الفِتَنِ والشائعات، ولا يكون ذلك إلا بـ"التَسَلُّحِ" بالوعي والإدراك، والالتفاف حول قيادتنا الوطنيّة، والحرص على أبطالنا من قوَّاتنا المُسَلَّحة ورجال شُرْطَتِنا البواسِل، الذين وَهَبُوا حياتهم فِدَاءً لله والوطن، لـ"تحيا مصر" كما أرادها الله، مرفوعة رايتُها خفَّاقة عالية، بسواعد وعقول أبنائها وبناتها المُخْلِصِين الشُرفاء الأوفياء.
فاللهم احفظ مصر وأهلها الطيّبين من كلِّ مَكْروهٍ وسوءٍ، بِحِفْظِك ورعايتك يا الله.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية