تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
المصريين أهُمَّه.. عِزَّة ووطنية
يتفرَّد الشعب المصري العظيم بحالة خاصة من الانتماء والارتباط الذي يظهر في أوقات الشِّدَّة أو الحاجَة، ليُبَيِّن معدنه الأصيل ومدى تمسُّكه بوطنه وهُويته، وربّما هذا ما يُعبَّر عنه بالقول "ملوش كتالوج"!
فحينما تقصو عليه الخطوب والشدائد، ويظنّ الجميع أنه لا يهتم ولا يشغله ما يحدث له وحوله، يخرج من عرِينه كالأسد الجَسُور، مواجِهًا كلّ التحديات وهو على قلب رجل واحد، ودون ترتيب مُسْبق، إلا الاتفاق على حُبّ الوطن والذَوْدِ عنه بكل ما أُوتي من قوّة.
وهذا ما شاهدناه وعايشناه فى الفترة القصيرة مؤخّرا، حينما تحالَفت قوَى الشَّرِّ الإلكترونية، و"طَفَحَت" علينا ادّعاءاتهم وأباطيلهم وتجرَّأوا على الفُتيا، مُحَرِّمين الحفاظ على آثار المصريين القدماء من تماثيل ومعابد تسجِّل كلّ دقائق حياتهم من انتصارات وإنجازات منذ أكثر من سبعة آلاف عام، تاركين لنا حضارة نفْخر بها بل تفْخر بها الإنسانية كلّها، بل حَرَّموا علينا أيضا مجرد إقامة متاحف لحفظ هذه الكنوز والآثار العظيمة، وشَبَّهوا زوَّارها بالطائفين حول الأصنام! وكأن أولئك الجُهَّال "البُعَدَا" لم يمُرّ عليهم قول الله تبارك وتعالى: "يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ" [سبأ: 13]، فهذه الآية وإن ورَدت في حقّ نبي الله سليمان- عليه السلام- إلا أن الله تعالى لم يعْقب هذه الآية بما يدل على التحريم، بل أكّد الحقّ سبحانه بعدها مباشرة على أنها من نعمه عزَّ وجلَّ على آل داود- عليه السلام- حيث طلب منهم الشُّكر عليها، فقال: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾، ومن المعلوم أن شرْع مَن قبلنا شرْع لنا إذا ورَد في شرْعِنا ولم يرد ما ينسخه؛ مما يدل على أنه إذا لم تكن الغاية والعِلّة في التماثيل محرَّمة كاتّخاذها للعبادة ونحوها فلا تحْرُم.
والحق يقال: إن مؤسستنا الدينية هَبَّت ولم تتوان أو تتأخّر فى الرَّدِّ على أولئك الجُهَّال، موضّحة الحُكْم الشّرعى فى ضرورة بل وجوب الحفاظ على هذه الكنوز والآثار التى تركها لنا الأقدمون، للتعلُّم والاتّعاظ والعِبْرَة، بل أيضا الافتخار بما نمتلكه من تراث وإرث حضارى إنساني.
وعلى ذات النسق، وجدنا حملات إلكترونية ممنهجة تُروِّج للعزوف عن المشاركة السياسية فى العملية الانتخابية البرلمانية التى انطلقت هذا الأسبوع فى الخارج، ثم فى 14 محافظة داخل البلاد، وتستمر الأسبوع المقبل!
وأيضا تصدَّى لها الشعب المصرى العظيم، وكان رَدّه العملى بالتواجد المكثَّف على أبواب اللجان منذ اللحظات الأولى لبدء الانتخابات، وقد سبق ذلك بصورة مصغَّرة، التواجدُ المصرى فى الخارج بشكل أدهش وأعجب مسئولى ومواطنى الدول التى احتشد فيها المصريون أمام صناديق الاقتراع.
وهكذا هُمُ المصريون دائمًا وأبدًا مُتمسِّكين بوطنهم مُعْتَزِّين بهُويتهم المصرية الخالصة الأصيلة، لـ"تحيا مصر" بعقولهم وسواعدهم وهُم على قلب رجل واحد، بفضل الله ورضوانه عليهم، ثم بـ"الوعى" الذى حَبَاهم به.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية