تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
المُخْتَطَفُون الضُيُوف.. والأَسْرَى المُعَذَّبون!
يَتَكَرَّر نَفْسُ المَشْهَدِ "الحضاريّ الإنسانيّ العَقَدِيّ" مع أوْلى خُطوات تنفيذ الهُدْنة فيما بين المقاومة الفلسطينية والمُحتلِّ الصُهيوني، حيث ترْصُد الكاميرات ويُشاهِدُ العالَمُ أجمع الفروقَ الشاسعة والرهيبة بين المُفْرَج عنهم من الطرفين، كما حدث من قَبْل في الهُدْنة السابقة!
فالمُخْتَطَفون الإسرائيليون يتمتَّعون بصِحَّة جيّدة، ونظافة بدنيّة ظاهرة للجميع، وكأنَّهم ضيوفٌ حَلُّوا على مُخْتَطِفِيهم، فأكرموهم وأحسنوا وِفَادَتهم، بل كأنّهم كانوا فيما يُشْبِهُ رِحلة الاستجْمَام، الابتسامةُ تملأ وجوهَهم، ولا يظهر عليهم أيُّ أثَرٍ لأَسْرٍ أو اختِطاف!
رغم المأساة الإنسانية بل حَرْب الإبادة الجماعيّة التّي تعرَّض لها سكَّان قطاع غزَّة بالكامل، والمجاعة التي أهْلَكَت الحَرْثَ والنَسْلَ والضَرْعَ، وصارت الحياةُ أقربُ إلى الفناء!
بفعل الإجرام الدُولي الذي لا يُعْفَىَ منه أحدٌ، حيث تُرِكَ الوَحْشُ الإسرائيلي ينْهشُ جَسَدَ فريسَته بلا رحمة ولا شَفَقَةٍ، ولم يستجبْ لأحدٍ، بل للأسف الشديد تحالَفت معه قُوى الشَرِّ الدولية وأَمَدَّتُه بكلّ ما يحتاجه من أسلِحة مُدَمِّرة، ومُرتزقة مأْجُورة، ودعمٍ سياسي في المحافل والمنظّمات الدولية، طوال عام ونصف، سقطت فيه كلّ الأقنعة الزائفة من شعارات الحريّة والعدالة وحقوق الإنسان!
في المقابل خرج السُجناء الفلسطينيون ووجوهُهم وأجسادُهم مُنْهَكة تكشف عن مدى بَشَاعة عمليات التعذيب والتنكيل التي عانَوها، حتّى الأطفال الصغار والنساء لم يسْلموا من التعذيب والتنكيل الوحْشي الذي انْتَهك الأعْرَاض و"دَاسَ" الحقوق التي يتَشَدَّق بها الغربُ وحضارته المزعومة!
ورغم كلّ هذه الكوارث اللا إنسانية التي ارتكبها المُحتل الصهيوني، بقِيَت- وستظل- القضيّة الفلسطينيّة إلى أن يعود الحقُّ لأصحابه ويَبْطُلَ الباطلُ.
وقد أكّدت أحداثُ التاريخ - قديمه وحديثه- أن الرؤية المصرية هي الأَمْثَلُ والأقْدَر على إقرار السلام والأمن والاستقرار، ليس للمنطقة والإقليم فحسب، بل للعالَمِ أجْمع، فلا مَنَاصَ مِن حلِّ الدولتين، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني بدولته وعاصمتها القُدس الشرقية.
فها هي الدُول الكبرى تتسرَّع في اتخاذ القرارات التي تُرسِّخ للاحتلال، ُمستندة إلى منْطق القوّة الغاشمة، ولكنّها تتراجع مع مرور الزمن، مهما أعْمَاها غُرور القوّة وغَطْرسة الانتصار الزائف!
ويبقى الموقفُ المصري ثابتاً لا يَتَزَعْزَع، صامِداً أمام التحدّيات والصعوبات بل الضغوطات الرهيبة، محلّيّاً وإقليميّا ودوليّاً، وتزيده الأوضاع المتردِّية ثباتاً، ولا يجدُ العالَمُ بُدًّا من ضرورة اتِّبَاعه.
فمصر هي "رُمَّانة الميزان" في كلّ الأمور الإقليمية بل الدُولية كذلك، وبدونها لا قَرَار ولا استقرار، مهما حاول "حُدَّاثُ الأسنانِ" تهميشها أو استلاب مكانتها.
وقد رأينا وتابعنا منذ اندلاع العدوان، نداءات ومطالبات الدولة المصريّة للمجتمع الدولي بضرورة العودة إلى الرؤية المصرية لحلِّ القضيّة الفلسطينيّة من جذورها، ورغم كلّ تلك المآسِي فإنَّ الأمل مازال موجودًا بالاحتكام إلى العقل والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، إذا أراد حكماءُ العالَم الاستقرار والسلام.
فقط اتَّبِعوا الحِكْمَة والموقفَ المصريّ ليسودَ الأمن والسلام رُبوع العالَم، واحْذروا "أبواقَ الشياطين" وما أكثرها!
فهي لا تَنْعِقُ إلا بالخراب للبشريّة جمعاء.
ولـ"تحيَا مصر" مرْكَز الأمن والاستقرار والسلام للعالم أجْمع.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية