حالة من الجدل أعقبت اعلان قرارات محمد عبد اللطيف وزير التربيه والتعليم والتعليم الفني الجديد بالغاء بعض المواد الدراسية وعدم اضافتها للمجموع سادت بين جموع الشعب وعلى صفحات التواصل الاجتماعي واختلاف الاراء بين مؤيد ومعارض.. وكل فريق يملك من الحجج والمبررات ما يدعم موقفه..

الا اننا لا نستطيع الحكم الا من خلال التجربة الفعليه للقرارات الجديده واثارها الفترة القادمه. 

ففي الوقت الذي ارى فيه انه كان من الممكن تطبيق تجربة جاهزة ومدروسة في دولة متقدمة في مؤشر التعليم مثل الولايات المتحده الامريكيه او فرنسا او المانيا او أي دولة اخرى تحظى بمستوى جيد من التعليم وتتناسب بيئتها او ظروفها مع مصر بدلا من التجارب العديده التي مرت علينا مع تعيين كل وزير جديد للتربيه والتعليم..

ولا ننسى الغاء الصف السادس الابتدائي ثم عودته مره اخرى وتجربة الغاء نظام الثانوي القديم واقرار نظام التحسين للدرجات ثم الغاء مره اخرى وتطبيق نظام التابلت في الاختبارات ثم العوده للنظام الورقي.. وتطبيق البوكليت ثم العوده لنظام الاسئله التقليدية التعبيريه.. مما يؤكد ان هناك تخبط وتسرع وعدم دراسه متانية لتحسين نظام التعليم في مصر. 

لا شك ان الخوف من التجربه نتيجة طبيعيه ومنطقية لفشل تجارب سابقة للتطوير لكننا نأمل ان تحقق التجربة المراد منها في المستقبل.. واتمنى ان لا تكون القرارات الجديده جاءت لحل مشكلة بعينها على حساب أخرى مثل محاربة تفشي الدروس الخصوصيه او ظاهره هجرة الطلاب والتلاميذ للمدارس التي ظهرت بشكل واضح خلال السنوات الاخيره او التخفيف من الضغط المستمر على طلاب الثانوية العامة والذي تعاني منه الاسرة المصرية كل عام.. على حساب كفاءة وقدرات الخريجين العلمية في مصر بسبب الغاء مواد او عدم اضافتها للمجموع يرى العديد من الخبراء اهميتها ولا يمكن الاستغناء عنها.. ولا يسعنا الا الانتظار لجني ثمار التجربه وتقييمها. 

 نأتي لقضية أخرى وهي الكتاب المدرسي والذي نحن في أمس الحاجة لتطوير المناهج الدراسيه به و الذي فقد قيمته بشدة واضاف معاناة كبيرة على كاهل الاسره المصريه.. نتيجة الزام المدرسين التلاميذ على شراء ملخصات وكتب خارجيه ارتفعت اسعارها بشكل رهيب واصبح شراء الكتب الخارجيه لرب اسره يتكلف الالاف من الجنيهات حسب عدد الابناء.. ما يبعث الدهشه والتساؤل لدى كل اولياء الامور.. ما هي فائده الكتاب المدرسي الحكومي؟!! مما يؤكد ان هناك قصور شديد في المناهج الدراسيه. 


وهذا ما اعلنت عنه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مؤخرا حتى تعالج هذا القصور..وان نستغني بالكتاب المدرسي عن الكتب الخارجية التي ارتفعت اسعارها بشكل مبالغ فيه جدا لارتفاع تكلفة الورق.. خاصة ونمتلك الكفاءات والخبرات والقامات العلميه التي تستطيع تطوير الكتب المدرسيه للاستغناء عن الكتب الخارجيه.. معلمو مصر هم من علموا الامه العربيه بكاملها ولا يصح ان يتطور التعليم في هذه الدول ونظل نحن في ثبات.