بات بإمكان اليابانيين مشاهدة فيلم «أوبنهايمر» الحائز جوائز أوسكار عدة لكن عرضه بدور العرض اليابانية يأتى بعد ثمانية أشهر كاملة من عرضه فى دول العالم، إذ إنه يتناول ذكريات أليمة بالنسبة لهم، وفق جريدة «الشرق الأوسط» السعودية .

يتناول الفيلم سيرة حياة «أوبنهايمر» مخترع القنبلة الذرية، وتُعد اليابان الدولة الوحيدة فى العالم التى ألقيت عليها قنبلتان أمريكيتان ذريتان فى أغسطس 1945 خلال الحرب العالمية الثانية، ولم يُعط أى سبب رسمى لتأخير عرض «أوبنهايمر».

فى بداية عرضه لم يتواجد سوى ملصق صغير أمام إحدى دور العرض يشير إلى عرض هذا الفيلم الذى بلغت ميزانية إنتاجه 100 مليون دولار، فيما حقق إيرادات على مستوى العالم تقارب المليار دولار.

وقال أحد مشاهديه إنه لم يكن واردا عرض فيلم عن مخترع القنبلة الذرية، المتسبب فى قتل أكثر من 140 ألف شخص فى هيروشيما، وسبعين ألفا آخرين فى ناجازاكي، وإنه كان هناك تخوف من عرضه فى اليابان خصوصا فى الصيف.

ففى عرض خاص سابق فى مارس الماضى رأى الرئيس السابق لبلدية مدينة تاكاشى هيراوكا (الناجى من القنبلة، والبالغ من العمر 96 عاما)؛ أن الفيلم كان يمكن أن يتضمن توصيفا ومشاهد معبرة أكثر عما تسببت فيه الأسلحة الذرية من فظائع إنسانية.

وفى ناجازاكى حيث يعرض الفيلم أيضا قال ماساوتوموناغا (80 عاما)، وهو أحد الناجين كذلك من القنبلة، إن الفيلم أعجبه، لكن غياب صور الناجين من القنبلة كان نقطة الضعف فيه.

وأضاف أن أقوال أوبنهايمر فى عشرات المشاهد تظهر مدى الصدق الذى شعر به مما آل إليه الحال لا سيما بعد إلقاء القنبلة الذرية.

وفى مصر، بعد عرض مسلسل «الحشاشين» فى رمضان المنصرم، وإسقاطاته السياسية والتاريخية والحراك الثقافي، ومحاولة عدد كبير من المواطنين البحث فى كتب التاريخ عن شخصية «حسن الصباح» أتساءل: هل يمكن إنتاج أفلام سينمائية مصرية يتحكم فيها المنتج الذى يعرف قيمة العمل الفنى السينمائى أو التليفزيوني، وإنتاج أفلام ترتقى إلى طلب ترجمتها من قبل بلدان أخري، كما حدث مع «الحشاشين» الذى طلبت ترجمته ثلاث دول هى إيران وروسيا وتركيا؟

لقد تم عرض «أوبنهايمر» فى اليابان ليعلق أحد الناجين من القنبلة الذرية بالقول إن الفيلم لقى إعجابه، وإنه راض عما قاله أوبنهايمر بشأن ندمه على اختراع هذه القنبلة.. هكذا يترك الفن الصادق أثره على الشعوب.