الرئيس ترامب ليس سعيداً بإصرار الفلسطينيين على التمسك بوطنهم فى غزة رغم الدمار الكامل الذى أصابها ..

وهو ليس سعيداً بمشهد العودة الرائع لمنازلهم المحطمة وعلى وجوهم فرحة وفى عيونهم إصرار على البقاء على أرضهم رغم الألم الذى يعتصر قلوبهم ..

وهو ليس سعيداً بتدفق المعونات عليهم فى الشهر الكريم للتخفيف من معاناتهم!!

فهو يريدهم جوعى بلا طعام وعطشى بلا مياه ومرضى بلا دواء ..

يريد أن يرى اليأس فى نفوسهم والإحباط يعلو وجوههم .. ويستفزه كثيراُ هذا التحدى الغريب الذى يبدونه رغم الأهوال التى واجهوها!.

ترامب ليس سعيداً أيضا بالخطة المصرية التى تبنتها القمة العربية لإعادة أعمار غزة دون تهجير أحد من سكانها .. ربما اعتبرها تحدياً لمقترحه الظالم بطرد الفلسطينيين لأماكن بديلة وتحويل وطنهم إلى ريفيرا الشرق الأوسط لحسابه الشخصى ومصلحة حليفه الصهيونى .. ويزيد من غضبه وشجونه هذا التأييد الدولى الواسع والإجماع العربى الكامل للخطة المصرية ورفضهم المقترح الأمريكى .. الأمر الذى يجعله فى حيرة وحرج وتناقض أحيانا أمام أعين العالم!.

وبالرغم من ذلك فالرئيس ترامب لا يزال يهدد ويتوعد ويكرر أنه سيحول المنطقة إلى جحيم إذا لم يتم تنفيذ شروطه وإملاءاته التى يعلنها دون إعطاء أى بريق أمل لهذا الشعب المناضل! فقد جددت واشنطن دعمها الكامل لتل أبيب لاستئناف حرب الإبادة البشعة ضد الفلسطينيين بعد هجوم القوات الصهيونية بمائة طائرة أمريكية حديثة على مساحة غزة الضيقة..

وأعلن البيت الأبيض يوم الجمعة الماضى أن ترامب أوضح لحماس أنه إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن سوف تفتح أبواب الجحيم .. وكأنها لم تفتح بعد ..أو أنهم يعيشون فى جنات النعيم!.

صمود غزة وكفاحها الذى يبهر العالم يدهش الأمريكيين والصهاينة ولا أبالغ إذا قلت يقلقهم بل ويرعبهم .. ولن يفلح غرور القوة والجبروت فى إخضاع شعب صامد مؤمن كل هدفه العيش على أرضه فى سلام وأمان ..