قضية الانفجار السكانى فى مصر سوف تظل التحدى الاكبر والأخطر على مستقبل البلاد، لالتهام عوائد التنمية، بل وتراجع مستوى جودة الحياة للاجيال الحالية والقادمة، فى وقت تحقق الكثير من دول العالم قفزات هائلة فى التقدم التكنولوجى والذكاء الاصطناعى، بعدما حققت الاستقرار الاقتصادى والاجتماعى لشعوبها، بينما نحن مازلنا نتلمس الطريق لتنظيم النسل منذ أكثر من 60 عاما دون أن يحقق المستهدف كما حققته دول أخرى بدأت معنا فى نفس التوقيت وتمكنت من ضبط بوصلة المواليد؛ مثل تركيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية..الخ، فلماذا نجح هؤلاء وتعثرنا نحن؟ الأسباب كثيرة ومتداخلة وربما أهمها أننا واجهنا المشكلة بصور كاريكاتورية على طريقة «حسنين ومحمدين ..وأنظر حولك..» والتى تحولت إلى نكات فى حياتنا فى ذلك الوقت دون أن تكون هناك جدية وإرادة لا من الشعب ولا من الجهات المعنية؛ فضلا عن الثقافة السائدة بأن كل عيل برزقه.. والعيال عزوة الخ، كما أن بعض قادة الرأى العام، ومنهم بعض رجال الدين، لعبوا دورا سلبيا فى هذا الملف، بينما واجهت الدول الأخرى هذه القضية الخطيرة بتشريعات منظمة للانجاب وحققت نجاحات مبهرة، لذلك كان الرئيس السيسى محقا عندما قال فى المؤتمر العالمى للصحة والسكان: مش موافق أن يكون الإنجاب حرية مطلقة لناس قد تكون غير مدركة حجم التحدى، وهو ما يتطلب البحث عن حلول غير تقليدية ينظمها القانون، فمواجهة الخطر لن تتحقق بالإرشادات والأمنيات.