لقد توقفت عن تدخين التبغ جبرا منذ أكثر من 25عاما، ولكن بعد أن ترك آثاره الضارة على صحتى ومازلت أعانى منها حتى اليوم، فأصحاب الكيف حاليا فى ورطة كبيرة بسبب الأسعار الجنونية للسجائر بمختلف أنواعها، رغم بيان الشركة الشرقية للدخان بأنها لم ترفع سعر منتجاتها منذ مارس الماضى، فعلبة السجائر «كليوباترا» سعرها 24 جنيها تباع بـ60 جنيها وهكذا؛ أى أن الأسعار فى السوق السوداء تضاعفت ثلاث مرات وهكذا كل الأنواع؛ إذن أين الأزمة؟ الشركة أهابت بالتجار الالتزام بالأسعار وعدم زيادتها؛ ولكن ترى هل تجدى المناشدة مع محاولات «الحيتان» الكبار كما أطلق عليهم إبراهيم امبابى رئيس شعبة السجائر باتحاد الصناعات؛ الذين يجمعون السجائر لتخزينها وتعطيش السوق وإجبارها على رفع الأسعار لتحقيق ثروات بالمليارات؛ لذلك طالبت الشرقية للدخان الأجهزة الرقابية وهى متعددة، بإحكام السيطرة على سوق تداول وتوزيع السجائر لمنع الاحتكار والتخزين؛ فالمنتج يكفى السوق المحلية لو تم تداوله بصورة طبيعية؛ كما نجد أمثالهم فى احتكار سلع أخرى مما يزيد أسعارها بصورة جنونية مثل الأرز رغم الاكتفاء الذاتى فى إنتاجه؛ وهذا يضيع جهود الدولة المكثفة فى إتاحة السلع بأسعار مناسبة للبسطاء والفقراء، لتستمر المعاناة وندور فى حلقة مفرغة من جنون الأسعار، لذا لزم الضرب بيد من حديد، فجشع مثل هؤلاء لا يقابل سوى بعصا القانون لا مخاطبة ضمائرهم التى ماتت.