تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
علمتنى الحياة!
<< علمتنى الحياة أن لكل داء دواء إلا داء التعصب الأعمى الذى لا يرتجى معه أى شفاء، فهو أشبه بالسرطان يمزق المجتمعات ويمنعها من التقدم.
<< والحقيقة أن التعصب هو الابن المدلل للجهل وكما نعلم فإن الجهل يصنع الخوف وفى ظل الخوف ينشأ الاحتياج للتعصب والتحصن بالكراهية ضد الآخرين تحت رايات الجدل والعناد.
<< إن التعصب أشبه بالقبضة المغلقة التى ترفض أن تنفك لكى تصافح اليد الممدودة لها وهى أيضا أشبه بالعقل المتحجر الذى يستعصى على الحوار والمناقشة.
<< وآفة المتعصب أنه يحاول دائما تفسير الأمور وفق ما يريد وحسبما يرى وليس وفق ما هى عليه ولذلك نجد دائما أن الشخص المتعصب لا يصفى لأحد ولا يتقبل أى نوع من الفصح والإرشاد حتى من أقرب وأخلص الناس له.
<< وفى سائر الأديان السماوية وفى مقدمتها ديننا الحنيف حث كامل وصريح على نبذ التعصب بشتى صوره باعتبار أن التعصب من الصفات الذميمة التى تخالف أسس وتوجهات الشريعة الإسلامية السمحة، لأن التعصب وقد كان من خصائص الحياة الجاهلية يحمل صاحبه على اتباع الهوى ويحجب عقله وقلبه عن رؤية الحق.
<< وفى عصرنا الراهن لم يعد التعصب الرياضى مجرد ظاهرة انتماء وولاء لهذا النادى أو ذاك بل تعدى ذلك إلى ما لا يمكن قبوله أخلاقيا واجتماعيا وروحيا.
<< وأكثر ما يغيب عن المصابين بداء التعصب الأعمى أن التعصب يعتبر عنوانا صارخا لجمود العقل لأنه يستدرج المرء إلى الكراهية والازدراء والتمييز ويمثل خطرا على استحقاقات التعايش والمواطنة.
<< ويخطئ من يظن أن التعصب هو صورة من صور الانتماء فمن حق المرء أن يشجع ما يحلو له وأن يساند من يعتقد أنه الأحق بالمساندة ولكن دون أن يسمح لسرطان التعصب أن يمسك بتلابيب عقله وروحه.
<< ومن حصاد مشوار العمر أسفت وحزنت لأناس جعل منهم التعصب الكروى الأعمى أكثر تصلبا فى الحياة الاجتماعية داخل بيوتهم وفى دواوين عملهم، حيث زادت لديهم ميول رفض الآخر ورؤيته فى إطار سلبى.
<< وظنى أن القضاء على الأمية لا يتحقق بالقراءة والكتابة فقط وإنما بالعمل على نشر مبادئ التسامح الاجتماعى والدينى والرياضى.
Morsiatallah@ahram.org.eg
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية