تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

أمريكا على خط القتال!

 

 عندما وصلت أنباء الحرب إلى واشنطن فى ساعة مبكرة من صباح السبت 6 أكتوبر «نتيجة فروق التوقيت»، سارع الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون بإصدار الأوامر من غرفة نومه لإيقاظ كبار مساعديه ومستشاريه من نومهم، لإعداد تقرير عاجل للموقف واحتمالاته وسارع هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى، بالاتصال بالدكتور محمد حسن الزيات، وزير خارجية مصر الذى كان موجودا فى نيويورك للمشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان هدف ومضمون الاتصال ضرورة أن يتوقف القتال فورا لتفادى الرد الإسرائيلى المنتظر والذى - من وجهة نظر واشنطن – قد يتجاوز حدود الاحتمال لكل من مصر وسوريا. وعندما أبلغه الدكتور الزيات بأن القوات المصرية قد عبرت القناة وسيطرت على الضفة الشرقية بامتداد المواجهة كلها، كانت نصيحة كيسنجر أنه ينبغى عدم إضاعة الوقت واغتنام فرصة القبول باقتراح أمريكى يدعو إلى وقف إطلاق النار وعودة القوات إلى الخطوط التى كانت عليها قبل نشوب الحرب.

 

وعندما أيقن كيسنجر أن مصر ترفض وقف القتال، أجرى اتصالات عاجلة مع الإسرائيليين بالتنسيق مع الأدميرال «توماس مورين»، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأمريكية، من أجل تأمين إمدادات عاجلة ومتواصلة من الأسلحة الأمريكية، بناء على توجيهات من الرئيس نيكسون الذى أبدى انزعاجا بالغا من التقارير الواردة عن سير المعارك وبالذات التقارير الإسرائيلية التى أكدت أن المصريين استطاعوا السيطرة على جميع التحصينات فى خط بارليف على امتداد الضفة الشرقية لقناة السويس وأن السوريين احتلوا هضبة الجولان بأسرها تقريبا.

وقد اعترف كيسنجر فى مذكراته بأن موقف مصر كان جازما وصريحا فى رفض الاقتراح الأمريكى بوقف القتال وعدم القبول بمناقشة أى مقترحات لعودة القوات المتحاربة إلى مواقعها قبل نشوب الحرب، لكنه اعتبر أن مصر لم تشأ إغلاق الباب تماما أمام المساعى الأمريكية، حيث بعث إليه الرئيس السادات يوم 7 أكتوبر «ثانى أيام الحرب» برسالة مفادها أن القوات المصرية لا تنوى توسيع مدى الاشتباكات أو تعميق مدى المواجهة ... ومن حسن الحظ أن الجنود المصريين وقادتهم فى جبهة القتال لم يكونوا على علم بما يدور فى الاتصالات السياسية ولم يشغلوا أنفسهم بشيء سوى إنجاز المهمة التى كلفهم الشعب بها!

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية