تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > محمود صبري > "سكينة المعجون" لن تفسد العلاقات مع المغرب

"سكينة المعجون" لن تفسد العلاقات مع المغرب

** ظاهرة غريبة ومرعبة تتفشى داخل مجتمعنا بصورة لافتة للنظر وخطيرة، وهى عدم تقبل الآخر بصورة أو بأخرى، ولعل قيام والدة طالب مدرسة الشروق بدهس زميلته يجب ألا يمر مرور الكرام، لأنه أمر مرعب وصدمة كبيرة تعكس حالة الانهيار الأخلاقى، وخطورة ذلك على تصرفات البشر..

راجع كثيرًا من الحوادث المرعبة تجدها تبدأ بكلمة، فالأم لم تتقبل كلمة «ماعرفوش يربوك»، فجاء الرد مميتًا بلا رحمة ولا هوادة، وتعدى كل الخطوط، وهو يعكس أشياء أخرى أبرزها العدالة البطيئة، فمثل هذه القضايا لا تحتاج لوقت لحماية المجتمع وتوجيه رسائل قوية بأن القانون لن يرحم الخارجين عنه والراغبين فى ضرب وحدة المجتمع وأمنه واستقراره.

ما حدث فى مدرسة الشروق كان مجرد كلمة، ما بالك سيدى القارئ فيما يجرى على صفحات السوشيال ميديا من شماتة وسباب علنى بين جماهير الأهلى والزمالك بعد كل مباراة وحتى مع الأندية الأخرى، أمر يصيب بالرعب، لدرجة وصلت إلى الدعاء وتمنى الموت لأطراف بعينها بسبب الصراع المجنون على قطعة الجلد المستديرة على مدار 90 دقيقة، حتى وصل الأمر إلى قمة الغضب ومساندة الفرق المنافسة ضد أبناء البلد الواحد.

تفنن بعض من يُطلق عليهم إعلاميون وهم فئة من لاعبى الكرة الذين فشلوا فى التدريب أو حتى الجانب الإدارى، فوجدوا أكل عيشهم فى الجلوس على منصات إعلامية ليعطونا دروسًا هم لا يعملون بها، ويتفننون فى إشعال نار التعصب من أجل إرضاء شهواتهم فى محاولة للانتقام من منافس فريقهم بصورة أو بأخرى.

ولدىّ سؤال بعد تعادل الأهلى مع الجيش الملكى المغربى 1/1 فى الجولة الثانية من دور المجموعات الإفريقى، وما صاحبها من أحداث شغب وخروج عن النص،

هل قام أحد من الإعلام المغربى المنتمى لفريق الوداد أو الرجاء أو غيرهما بالهجوم على فريق الجيش الملكى المغربى والدفاع عن الأهلى، وأن ضربة الجزاء التى حصل عليها فريق الجيش ظالمة، وأن الأهلى يستحق الفوز؟

 بصراحة لا تجد هذا الكلام عندهم، لا تجده إلا عندنا من أجل الانتقام من الأهلى وتشويهه، والتركيز والدفاع عن الجيش الملكى وأنه يستحق الفوز وله ضربة جزاء أخرى وهدف ملغى، أمر يثير السخرية ولكنه فى منتهى الخطورة، يؤجج المشاعر ويشحذها نحو الكراهية المبالغ فيها.

لا أجد مبررًا لما يفعله هؤلاء الكارهون فهو أمر بالغ الخطورة، ما يقدمه ويقوله بعض اللاعبين المعتزلين والفشلة والذين لم يقدموا شيئًا ويجلسون بالساعات أمام الميكروفونات أمر لا يقبله عقل ولا منطق، راقبوا إحدى محطات الراديو التابعة لنادٍ كبير واسمعوا جيدًا ما يقوله ضحية إيفونا المهاجم الجابونى المرعب، والذى انتهت قصته فى الملاعب بعد هذه اللعبة، فهو لاعب بلا تاريخ ولا رؤية يتحدث فقط، لاحظوا ما يقول، هى الفتنة بعينها بل تخريب منظم وجهل واضح يتردد يوميًا على مسامع النشء، يضرب لديهم الثوابت ويزرع داخلهم كراهية الغير، كما أنه ليس مقبولاً على الإطلاق من أى لاعب منتمٍ للأهلى أن يتحدث عن منافسه بصورة غير إيجابية، وأن يعى جيدًا أن صدى كلامه سيكون له تأثير كبير.. كلمة قتلت إنسانة لمجرد أنها اعترضت على تصرف غير محسوب كان من نتيجته أنها دفعت حياتها ثمنًا له فى تحدٍ واضح للقانون والعدالة.

متى تكف جماهيرنا عن الطعن فى ثوابتنا ووضع الأمور فى نصابها الطبيعى، وأنها لا تعدو كونها منافسة وليست حربًا؟
نحتاج إلى ثورة فى الأخلاق ونبذ هذه الظواهر والضرب عليها بيد من حديد، لأن النار تحت الرماد، لعن الله من أشعلها.

................................

** وتبقى العلاقات المصرية المغربية قوية متينة وراسخة وأكبر من واقعة سكينة المعجون.. لا تتأثر بأى تصرفات فردية.. ولا تهزها تجاوزات من الجماهير فى لحظات غضب واندفاع.

لذلك يجب أن نضع ما حدث فى مباراة الأهلى والجيش الملكى فى حجمه الطبيعى دون المساس بالروابط الوثيقة والتاريخية بين الشعبين الشقيقين المصرى والمغربى.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية