لاشك فى أن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض ضد مشروع القرار الجزائرى الذى حظى بدعم واسع عربيا ودوليا لمنح فلسطين العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة يعد وفقا ـ للوصف الذى أعلنه مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة ـ عدوانا صارخا يدفع المنطقة إلى شفا الهاوية، مؤكدا أن هذا الرفض لن يكسر الإرادة الفلسطينية ولن يوقف الجهود والنضال..

دولة فلسطين حتمية، أنها الحقيقة. الشاهد فى هذا التصويت التاريخى أن الولايات المتحدة ورغم الفيتو ظهرت معزولة عن إرادة المجتمع الدولى، إذ كانت الدولة الوحيدة التى رفضت القرار المؤيد من إثنتى عشرة دولة شملت كلا من الصين وروسيا وفرنسا وسلوفينيا ومالطا واليابان والإكوادور وكوريا الجنوبية وموزمبيق وسيراليون وجويانا والجزائر.

الأمر المثير للدهشة أن الدولة التى كنا نعتبرها فى الماضى القريب راعية لعملية السلام فى الشرق الأوسط ولعبت دورا من خلال مبعوثيها فى مسار المفاوضات بين الفلسطينيين وممثلى دولة الاحتلال سنوات طويلة عبر إدارات مختلفة ـ هى نفسها الولايات المتحدة التى مارست ضغوطا بواسطة إدارة الرئيس جو بايدن ،قبل التصويت على عدد من الدول المتحالفة معها، لا سيما فرنسا وسويسرا واليابان وكوريا الجنوبية، إما للتصويت ضد القرار أو الامتناع عن التصويت، ومازالت تمد اسرائيل بالسلاح والمال لإبادة الشعب الفلسطينى.!

رغم رفض القرار بسبب الفيتو الأمريكى، هناك الآن اثنتا عشرة دولة عضوا فى مجلس الأمن وافقت على العضوية الكاملة لدولة فلسطين فى الأمم المتحدة وهو ما يعكس التعاطف العالمى المتنامى مع الفلسطينيين، ليس فقط بسبب استمرار حرمانهم من حقهم فى تقرير مصيرهم، بل أيضا بسبب العدوان الإسرائيلى المتواصل على الأراضى الفلسطينية ليس فى غزة إنما ايضا فى باقى المدن تحت الاحتلال.

E-mail:noby9@hotmail.com