من المؤكد أن هناك حاجة ملحة إلى حملة توعية لتنشيط الوعى السياحى بين المتعاملين مع السائح الأجنبى، وكذلك رجل الشارع، بمعنى نشر «ثقافة السياحة». فقد شهدت موقفين فى وقت واحد مساء السبت الماضى على رصيف السكة الحديد بمحطة الجيزة فى الاتجاه المغادر إلى أسوان، حيث كانت هناك مجموعة من السياح الأجانب من جنسيات آسيوية ينتظرون، وفجأة بدأ أحد العمال «عمال النظافة داخل المحطة» فى الصياح بصوت عال متوعدا من يتشاجر معه، وأنه لن يسكت على هذا الظلم!. الحق لم تمض لحظات وتدخل رجال الشرطة والسيطرة على الموقف، فى هذه الأثناء انتبهت المجموعة السياحية إلى هذه المشادة الكلامية، ينتابهم القلق. وما أن نجح أفراد الشرطة فى السيطرة على هذه المشادة السريعة بسلام، ثم نشبت مشادة كلامية أخرى بين شابين أحدهما كان يجلس على كافيتريا المحطة إلى جوار هذه المجموعة السياحية، وجه الشابان إلى بعضهما سبابا وانصرفا. وهنا لم يسكت الشاب المعتدى عليه ورد على زميله وانتهى الموقف بين الشابين دون أن يلتفت أحدهما إلى ما سببه ذلك من قلق فى قلوب السياح المنتظرين استقلال القطار. هذان الموقفان يكشفان عن سلوكيات غير أخلاقية وتنامى ظاهرة الصوت العالى ونشوب «الخناقات» لأسباب قد تكون تافهة، يمكن تجاوزها فى هدوء ودون شجار. لاشك فى أن الدولة لا تألو جهدا فى العمل على جذب السياح من كل دول العالم، وفى هذا الخصوص أرجو من وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة تدشين حملة مكبرة فى المواقف ومحطات القطارات والمترو والطرقات ومحطات التليفزيون لتكريس «ثقافة السياحة» من خلال تعليق لوحات وبوسترات توعوية تحض على حسن التعامل مع السائح فى كل مكان.