تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > محمد نجم > النشر الرقمي .. و"الكسل الثقافي" !

النشر الرقمي .. و"الكسل الثقافي" !

كنا مجموعة متنوعة دُعينا للإفطار السنوي ببيت السناري التابع ل مكتبة الإسكندرية . ولأننا في رحاب "المكتبة" الشهيرة قديمًا وحديثًا اعتاد مديرها عالِم الاجتماع المعروف د. أحمد زايد تحويل اللقاء إلي "عصف ذهني" بين الحاضرين حول أحد الموضوعات الثقافية المستجدة، خاصة أن الحضور يضم عدد كبير من أساتذة الفلسفة والاجتماع، وكبار الكُتّاب والشعراء والصحفيين ورجال القضاء والنيابة.

وطرح د. زايد "واقع ومستقبل القراءة و النشر في العالم الرقمي"، مستطردًا بأن البعض يتوقع اختفاء الكتاب الورقي والمكتبات بصورتها الحالية ليحل محلها "جوجل" بمواقعه ومعلوماته الغزيرة، كما أن عالم "الرقمنة" الجديد يدفعنا لبحث الكثير من الموضوعات ومنها حقوق الملكية، والمعلومات غير المدفقة أو المغلوطة عمدًا، والتعامل مع الذكاء الاصطناعي.

وعندما فُتح الحوار.. تباينت الآراء لاختلاف المرجعيات والتوجهات الفكرية.

السادة القضاة تحدثوا عن حقوق الملكية وكيفية حمايتها، إلي جانب قضايا التوثيق حيث مازال الورقي مسيطرًا.

أساتذة الفلسفة أشاروا إلي تقدم قوي الإنتاج بينما عدم ملائمة علاقات الإنتاج للتطورات السريعة.

كبار الكُتّاب تحدثوا عن اختفاء "لذة القراءة" من الكتاب الورقي ، فضلا عن الأضرار الصحية الناتجة عن استخدام شاشات الكمبيوتر أو التليفونات المحمولة.

أساتذة الجامعات أشاروا إلي عدم مصداقية الكثير من المعلومات المتاحة، خاصة عند استخدامها في رسائل الماجستير والدكتوراة، إلي جانب التحيز الواضح في بعض القضايا السياسية والاجتماعية.
كُتّاب الروايات أجزموا أن الكتاب الورقي مازال مسيطرًا بنسبة 65%، والنسبة الباقية للنشر الرقمي.


آخرون أجمعوا أن "التطور" قادم لا محالة وقد بدأ بالذكاء الاصطناعي، ولا مجال للمنع وإنما علي المؤسسات المعنية أن تستعد وتعمل علي نشر الوعي بتلك المستجدات وكيفية التعامل معها.

وإذا كان لي أن أدلو بدلوي في الموضوع، فإني أقول إن لا قديم يختفي تمامًا ولا جديد يستمر للأبد، وأعتقد أن الغربيين – وهم أكثر تطورًا منا – مازال الكتاب الورقي رفيقهم في السفر بالطائرات ومحطات المترو، ومن ناحية أخري يحقق النشر الإلكتروني ما يسميه البعض "ديمقراطية" الثقافة ويحد من سيطرة "الشِلل" الثقافية أو مبالغة الناشرين.

ولكن الأهم من كل ما تقدم هو "المحتوي" سواء كان النشر ورقيًا أم رقميًا، فضلاً عن كم الإصدارات الجديدة، وللأسف تركيا مثلا تنشر سنويا ضعف ما ينشره العالم العربي كله، ناهيك عن الصين وأمريكا وغيرهم.

وأعتقد أنه آن الأوان أن يستيقظ المثقفون من حالة "البيات" الحالية ويتحفونا بإنتاجهم الجديد.. وبعد ذلك نتناقش في كيفية الاستفادة أو الحماية من النشر الرقمي.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية