تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
فقه الإصلاح عند الرئيس السيسي
لمن نسى ولمن تناسى ولمن يبيع الوهم الاستراتيجى للمصريين، نقول الآن إن التصدى لإدارة دولة بحجم مصر هو عمل شاق يتطلب جهدًا خارقًًا وإخلاصًا متواصلًا وإيثارًا أسطوريًا، ليس حكم مصر أبدًا بالأمر الهين، وليس مغنمًا لتنظيم دينى أو لمجموعة من هواة السياسة أو منظرى المنتديات والصالونات الثقافية.
لقد تصدى الرئيس عبدالفتاح السيسى لمهمة الرئاسة استجابة لمطلب قومى تعالت هتافاته طلبًا للإنقاذ، ولم يكن بمقدور الرجل القادم من مؤسسة الوطنية المصرية أن يتجاهل ذلك التكليف، لم يكن ليستطيع أن يتولى يوم الزحف، بعدما صدحت بنداءات الاستغاثة حناجر وقلوب المصريين من كل الفئات والأطياف فى مدنها وقراها.
منذ اللحظة الأولى لظهوره مرشحًا رئاسيًا تم استدعاؤه استدعاءً شعبيًا حرص الرجل على أن يواجه الحقيقة وهو يعلم خطورة السير على الأشواك التى تملأ دروب الإصلاح، فكان كلامه شديد الوضوح والصراحة ولم يعد إلا بالعمل الدؤوب، وهو مُدرك لخطورة الإقدام على هذا الإصلاح الذى يكبل خطواته استقرار هش لدولة تعانى موجة من الإرهاب المدعوم بأنظمة دول ومخابراتها، فضلًا عن آلة شر إعلامية لا ترحم وعى المصريين.
عقدة الاستقرار المستمرة لم تثن الرئيس السيسى عن إرادة الإصلاح برغم خطورة التحدى.بدأ الرئيس السيسى يومه الرئاسى الأول محاطًا بتحديات وضغوط خارجية مهولة من دول وأنظمة كانت لم تزل غير مستوعبة لمعنى ما حدث فى ٣٠ يونيو التى سطرت تفاصيلها إرادة المصريين ثم روتها دماء الشهداء، لكن قدرته الرئاسية على مواجهة التحديات لم تكن لتستمر إلا مدعومة برصيد شعبى متجدد برغم قسوة الظروف المعيشية التى قد تتعارض مع حجم التضحيات المطلوبة.
منطقيًا ليس هناك رئيس يستهدف مشقة شعبه، لكن رفع هذا العناء لا يمكن أن يتم بالخداع أو بالحلول المسكنة، إنما يستلزم مواجهة حاسمة كانت تكلفتها باهظة من أجل تحقيق استقرار مستدام مرتكز على قاعدة من البناء الحقيقى وليس بالطلاء الشكلى لأطلال مؤسسات متهالكة أصبحت عاجزة عن حمل هيكل الدولة ومرشحة للانهيار فى أى وقت.. ولنا فى ٢٠١١ أسوة مرعبة.
لدى الرئيس السيسى قواعد محددة للإصلاح ألزم بها نفسه قبل الجميع، وهو يعلم أن عملية الإصلاح لا تخلو من الآلام كلما حاول معالجة الجراح الاقتصادية التى أفرزت تقيحات اجتماعية وتشوهات فى الوعى الجمعى.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية