تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > محمد عبد العزيز > أخيراً ..مهرجان مصري للدراما التليفزيونية

أخيراً ..مهرجان مصري للدراما التليفزيونية

أخيرا وبعد طول انتظار تشهد القاهرة بعد أيام ولأول مرة مهرجانا متخصصا في الدراما التليفزيونية هو "مهرجان القاهرة للدراما", وحسنا فعلت نقابة المهن التمثيلية بتصديها للإشراف على تنظيم هذا المهرجان بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية الحائزة على النصيب الأكبر من الإنتاج الدرامي على الساحة المصرية في السنوات الأخيرة في ظل تصدي جهات مجهولة لتنظيم فعاليات محدودة للدراما المصرية لا تليق بها فضلا عن كونها لا ترقى لأن تصبح مهرجانا يحمل إسم هذه الدراما العريقة بكل ما تحمل من أصالة وعمق وريادة على مستوى العالم العربي.


كما يأتي إطلاق المهرجان- حسب بيان النقابة- "في إطار دعم رؤية مصر  2030 التي تركز على الاهتمام بالفنون والثقافة كأحد ركائز القوى الناعمة المصرية، بما يعكس تقدير الدولة للفن ودوره التنويري في المجتمع بهدف الارتقاء بفن الدراما وتقييم الأعمال المقدمة خلال شهر رمضان، وتشجيع الفنانين للارتقاء بالفن المصري، وإبراز الدور الذي طالما لعبته الدراما المصرية على مر التاريخ ودورها الكبير في تشكيل الوعي العربي".

الفنان يحيى الفخراني الرئيس التنفيذي للمهرجان أطلق على دورته الأولى التي ستنعقد في 21 سبتمبر الحالي "الدورة صفر" باعتبارها دورة تجريبية توضع من خلالها الأسس واللوائح والقواعد التي ستحكم عمل المهرجان في دوراته المقبلة, وهو وصف يحمل الكثير من النضج والإدراك لطبيعة مهرجانات ومسابقات هذا النوع من الإبداع الذي يختلف كثيرا عن السينما التي لاتزيد مدة الفيلم فيها في أحسن الأحوال عن ساعة ونصف أو ساعتين في حين تمتد حلقات المسلسل التليفزيوني الواحد إلى ثلاثين حلقة في أقل تقدير, بما تحتاج عملية التحكيم فيه إلى آلية خاصة تراعي طبيعة الدراما التليفزيونية من حيث المدة الزمنية وهي مشكلة يمكن حلها بابتكار آليات جديدة منها أن يمتد عمل لجان التحكيم طوال عام مثلا على أن يقتصر وجود اللجان في المهرجان على التصويت الفعلي والحفلات والندوات وغيرها من أنشطة المهرجانات العادية.   

ينظم المهرجان حسب نظام دورته الأولى على الأقل مسابقة رئيسية للأعمال الدرامية المصرية لاختيار أفضل مسلسل بشكل عام، وأفضل مسلسل كوميدي، وأفضل مخرج، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة، وأفضل ممثل دور ثان، وأفضل ممثلة دور ثان، وأفضل ممثل صاعد، وأفضل ممثلة صاعدة، وأفضل مؤلف، وأفضل تصوير، وأفضل ديكور، وأفضل موسيقى تصويرية، وأفضل تتر وذلك من المسلسلات التي أنتجتها شركات مصرية، أو تدور أحداثها في مصر، أو الممثلين من المصريين حتى وإن كان من إنتاج شركة غير مصرية، 

وتتشكل اللجنة العليا للمهرجان من نقيب المهن التمثيلية، ونقيب السينمائيين، وممثل عن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إضافة إلى 14عضواً يمثلون أركان العمل الدرامي، وتكون مهمتها إعداد لائحة المهرجان وتشكيل المكتب التنفيذي، الذي سيكون مسؤولاً عن كل الترتيبات والإجراءات اللازمة لإقامة المهرجان بشكل دوري سنويا، وتسهيل مهمة لجنة التحكيم واللجان الأخرى للقيام بعملها، ومتابعة الأعمال اليومية وتنفيذ الضوابط والآليات.

وأقترح هنا على القائمين على المهرجان إطلاق ترشيحات النقاد لقائمة أفضل مائة مسلسل في تاريخ الدراما المصرية أسوة بالقائمة المعروفة لأفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية, وكذلك قائمة أفضل مائة مسلسل عربي التي أطلقها اتحاد المنتجين العرب عام 2008 وضمت أكثر من خمسين مسلسلا مصريا  بهدف تحفيز صناع الدراما لتجويد أعمالهم أملا في إضافتها إلى قائمة الأفضل سنويا بإعلان القائمة المحدثة نهاية كل عام ليضاف إلى القائمة الأساسية أفضل مسلسلات العام كنوع من التحديث والمواكبة التي تصب في مصلحة هذه الصناعة كما تصب في مصلحة المشاهد أيضا.

يأتي المهرجان الجديد تتويجا لجهود ومطالبات على مدى سنوات عديدة من المهتمين بالشأن الدرامي من كتاب ونقاد وصناع للدراما باعتبارها إبداعا خاصا يستحق اهتمام الدولة به من خلال مهرجان سنوي رسمي تتبناه الهيئة الوطنية للإعلام أو حتى وزارة الثقافة مثل مهرجان القاهرة السينمائي, خصوصا بعد توقف مهرجان الإذاعة والتليفزيون الذي كان ينظمه اتحاد الإذاعة والتليفزيون سابقا والملتقيات الإعلامية التي كان ينظمها اتحاد المنتجين العرب وكانت الدراما التليفزيونية عنصرا رئيسيا إن لم تكن العنصر الأبرز في فعاليات هذه المهرجانات.

وأعيد هنا نشر جزء من مقال كتبته في نفس هذا المكان بتاريخ 18ديسمبر الماضي طالبت فيه بإطلاق هذا المهرجان: 
"في نفس هذا السياق يبقى التساؤل الأهم لماذا لا يتم إطلاق مهرجان عربي أو مصري خاص يحتفي بالدراما التليفزيونية يمنح الجوائز الموضوعية على غرار جوائز "إيمي" الأمريكية التي تمنحها أكاديمية فنون وعلوم التلفزيون التي أنشئت عام 1946 بعد شهر واحد من إطلاق شبكة التلفزيون في الولايات المتحدة وقدمت الإيمي للمرة الأولى عام 1949 كجائزة للأعمال التلفزيونية المميزة المنتجة محلياً في لوس أنجلوس مقر الأكاديمية كدعم الإنتاج التلفزيوني وتطويره, لا أعرف ماالذي يمنع إطلاق جائزة مماثلة من خلال مهرجان تتبناه جهة عامة أو جهة مصرية خاصة تقدم عملا مؤسسيا يليق بإسم مصر أسوة بالمهرجانات المتعددة والمتنوعة للسينما التي يتم تنظيم بعضها بجهود ومبادرات شخصية تتبناها جهات تملك إمكانيات التنفيذ ويصل عددها إلى 13 مهرجانا وهو ما يمكن اعتباره غيابا لرؤية موضوعية لقدر وأهمية هذا الرافد الهام من روافد الإبداع في المجتمع المصري".

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية