دور الشرطة المصرية لم يعد مقصورا على تحقيق الأمن الداخلى وإنما امتد فى مفهومه الأوسع إلى أن الأمن الداخلى هو جزء لا يتجزأ من مراقبة الأمن الخارجى من خلال رصد ومتابعة ما يدور من نزاعات بالتأكيد تؤثر علينا ومن هنا برز ذلك الدور فى فكر الشرطة المصرية من خلال المركز المصرى للتدريب على عمليات حفظ السلام الذى نظم عشرات الفعاليات بالتنسيق مع عدد من الدول من أجل تبادل الخبرات وهو الدور الذى نجحت فيه بقوة أكاديمية الشرطة الأمر الذى أدى إلى سعى العديد من دول العالم خاصة الإفريقية للاستفادة من خبراتنا والتنسيق مع الشرطة المصرية فى تدريب الكوادر الأمنية وانطلاقا من ذلك كانت تلك الدورات التى تمت بالمركز ففى الوقت الذى تدور فيه حاليا رحى حروب ونزاعات مسلحة فى العديد من دول العالم وآخرها ما يحدث الآن فى غزة وكذلك ما يحدث بين روسيا وأوكرانيا بالإضافة للحروب والنزاعات التى تنخرط فيها أطراف متحاربة داخل الدولة الواحدة كما يحدث فى السودان. وهذه الحروب الطاحنة التى تشهدها أماكن كثيرة ومختلفة من العالم لا تترك سوى الخراب والدمار لشعوب هذه البلاد والمناطق ووسط هذه الأجواء تقوم الدولة المصرية بتنظيم دورات تدريبية لحماية المدنيين بمناطق الصراعات المختلفة وهو التزام تشعر به الدولة المصرية تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين كدولة محورية يوجد بها أهم مجرى ملاحى فى العالم وهو قناة السويس. وتلك الدورات تقوم بها وزارة الداخلية بالمركز المصرى للتدريب على عمليات حفظ السلام بأكاديمية الشرطة وهذا المركز يقوم بالتدريب المستمر لضباط الشرطة المصريين على حفظ السلام وحماية المدنيين كما يؤدى نفس الدور إقليمياً عن طريق إتاحة هذه الدورات للكوادر الشرطية من الدول الإفريقية الشقيقة. وهذه الدورات تتم بالتعاون مع الخارجية المصرية وتهدف إلى تنظيم دورات متخصصة فى حفظ ودعم السلم والأمن الدوليين من خلال تنمية مهارات وقدرات الكوادر الشرطية تحقيقا لفاعلية أدائها أثناء مشاركتها فى مهام حفظ السلام بدول العالم كما يتم أيضا بالمركز تنظيم دورات لمكافحة الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وذلك وفقا لبروتوكول التعاون بين مصر والشرطة الإيطالية وكانت آخر تلك الدورات الشهر الماضى والتى شارك فيها من الكوادر الشرطية من الدول الإفريقية الشقيقة ممثلو أكثر من 19 دولة. وفى هذه الدورات يتم تدريس الإطار القانونى لمكافحة الجريمة المنظمة على المستويين الدولى والإقليمى والتعاون بين الأجهزة الأمنية فى مجال التعامل مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية والإجراءات القياسية لإدارة المنافذ والموانئ كما يتم تدريس القانون الدولى بالإضافة إلى عدد من التدريبات العملية ومهارات الدفاع عن النفس ولعل التعاون الأمنى بين مصر والشرطة الإيطالية يعكس ثقة أجهزة الأمن الأوروبية فى خبرات الأجهزة الأمنية المصرية وإمكاناتها التدريبية وقدرتها على نقل خبراتها المتراكمة للكوادر الإفريقية فى مجال مكافحة هذه النوعية من الجرائم.

وتأتى تلك الجهود للتأكيد على الدور المحورى الذى تحاول القاهرة ترسيخه فى العلاقات الدولية والإقليمية كهدف إستراتيجى للدولة المصرية لتقديم نموذج واع للتعاون ونشر السلام بين الدول.