تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

يوم اللغة العربية

هل تعلم صديقى القارئ أن يوم ١٨ من هذا الشهر هو اليوم العالمى للغة العربية؟ إنه اليوم الذى يحتفل فيه العالم بواحدة من أقدم اللغات وأكثرها بلاغة، لغة القرآن التى يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام بعدة قرون كما يقول الدكتور إبراهيم بيومى مدكور رئيس مجمع اللغة العربية الأسبق، إنها المستودع الشعورى الأعظم الذى يحمل خصائص هذه الأمة الوجدانية، ويجسد عقيدتها وتاريخها. أما سعتها ففى ثراء أسمائها وأفعالها وحروفها، وجولاتها فى الاشتقاق، ومأخوذاتها البديعية فى استعاراتها وغرائب تصرفاتها، وقد تم توثيق تنوع لهجات اللغة العربية منذ القدم من خلال النقوش المسمارية الأشورية، أما أقدم نقش باللغة العربية فيعود تاريخه إلى سنة ٣٢٨م، وهو مكتوب بخط نبطى متفرع من الآرامية، واللغة العربية أكثر لغات المجموعة السامية انتشارا، ويتحدث بها ما يزيد على ٥٠٠ مليون شخص فى الوطن العربى وفى تركيا وإيران والسنغال وتشاد ومالى وإريتريا وإثيوبيا بالإضافة لأمريكا الجنوبية، وهى إحدى اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، ولجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقى وغيرها من المنظمات الدولية، وقد أثرت اللغة العربية التراث الإنسانى خلال عمرها الطويل بواحدة من أعرق الآداب الإنسانية من شعر ونثر، كما حفظت للبشرية العلوم والآداب الإغريقية الرومانية من خلال الترجمة، ولولا تلك الترجمات العربية ما قام عصر النهضة فى أوروبا بعد عصور الظلام فى القرون الوسطى، لكن انظر يا صديقى ما فعلنا بها، ففى الوقت الذى يخصص العالم يوما سنويا للاحتفال بها نقوم نحن بامتهانها يوميا، وانتهاك قواعدها، وتنشيز جرسها الموسيقى المميز، بينما إذا نظرنا عبر الحدود لوجدنا اليهود قد أحيوا لغة كانت قد ماتت ودفنت، فأعادوها إلى الحياة وجعلوها لغة الدولة التى أقاموها على أنقاض فلسطين وتراثها العربى العريق، فلننتهز اليوم العالمى للغتنا العربية لنحتفى بها ولو ليوم واحد فى السنة، ويقترح الصديق السفير عمرو الجويلى أن نحرص فى ذلك اليوم على كتابة جميع مراسلاتنا على وسائل التواصل الاجتماعى باللغة العربية السليمة، بدلا من اللغة الحلمنتيشى كما كان يسميها توفيق الحكيم، والتى تسود الآن بين جميع الشباب، وكثير من الكبار.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية