تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
هل يوجد سبب؟
قصة غريبة حقا تلك التى بعث بها إلىً الصديق الصحفى المخضرم أحمد أبو شادى والتى أنقلها هنا عن لسانه: بعد حوار مع أستاذ مرموق ورئيس قسم بجامعة النيل قررت التبرع بألف كتاب من مكتبتى الخاصة للجامعة، ٦٠٠ باللغة العربية و٤٠٠ باللغة الإنجليزية، وبعد تسلم الكتب بفترة فوجئت باتصال رقيق من مدير المكتبة يخطرنى بإعادة ٥٥ منها «لعدم مواءمتها مع فلسفة الجامعة»!
وتفضل بالحضور بنفسه مع أحد مساعديه لإعادة الكتب المرفوضة، إلى هنا والأمر مفهوم، فسوق الكتاب مازالت مليئة بالكتب الظلامية التى تدعو للتعصب والانغلاق وتحرم الآداب والفنون وتخلق جيلا من المتطرفين المتخلفين الذين قد يسقطون فريسة للتطرف والإرهاب، ولا أظن أن أى جامعة وطنية ترغب فى تخريج مثل هؤلاء، لكنى بمراجعة كشف الكتب المرفوضة وجدت فيها بعض أمهات الكتب لأعلام الفكر والمعرفة، منها:
«ثورة الفكر فى عصر النهضة الأوروبية» للدكتور لويس عوض، و«تطور الحركة الوطنية فى مصر» للدكتور عبد العظيم رمضان، والأعمال الكاملة للشاعر فؤاد حداد، وكتابان من أهم ما كتب المفكر الفلسطينى المشهود له دوليا إدوارد سعيد، منها كتاب لى عن الفابية (الاشتراكية الديمقراطية فى بريطانيا) كتب له المقدمة الدكتور بطرس بطرس غالى الذى وضعت الكتاب بتكليف منه، فقد كنت وقتها خبيرا بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام وكان يرأسه الدكتور بطرس، وقرر أن يصدر سلسلة عن الاشتراكية الديمقراطية فى الغرب، وكنت عائدا لتوى من دراستى فى بريطانيا فكلفنى بهذا الكتاب وكتب له مقدمة أشاد فيها بقيمته، ولا أظن أنه جال بخاطره أن الكتاب يمكن أن يحظر على طلبة الجامعة قراءته!
ويقول الأستاذ أبو شادى: الغريب أننى حاولت ولم أجد رابطا منطقيا واحدًا يبرر قرار استبعاد هذه الكتب من مكتبة جامعة منفتحة ومرموقة(!)، وأقول له إن هذه كلها مؤلفات تنويرية لأكبر العقول المصرية، تزيد من معارف القارئ وتوسع مداركه وتجعل منه إنسانا مثقفا منفتحا على العالم، أى أن هناك رابطا يجمعها على اختلاف مشاربها، لكن لا يوجد سبب منطقى لمنع الطلاب من قراءتها.. أو ربما يوجد !!!
msalmawy@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية