تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
هرو نفر!
هذه العبارة فى اللغة المصرية القديمة تعنى «يوم سعيد»، وقد تكون أبلغ تعبير عن حالة السعادة التى نعيشها الآن ويعيشها معنا العالم بسبب افتتاح المتحف المصرى الكبير، وهى تشبه الحالة التى سادت قبل أكثر من مائة سنة حين تم اكتشاف المقبرة الوحيدة التى وجدت كاملة كما تركها أجدادنا والخاصة بتوت عنخ آمون، وكم أتمنى مع هذا الاهتمام المتصاعد بحضارتنا القديمة أن نعيد اكتشاف جانب مهما من تلك الحضارة طالما أهملناه، وهو الأدب المصرى القديم، فحضارة مصر لم تقتصر على المعمار وحده البادى أمامنا شامخا منذ آلاف السنين، ولا على الفكر وحده والفن والعلم والدين، وإنما عرفت مصر أدبا عظيما لم يلق منا الاهتمام الواجب، بينما وجدنا أحفاد الحضارات الأخرى يبحثون فى آدابهم القديمة، ويترجمونها إلى اللغات الحديثة، ويكتبون عنها الكتب والدراسات، حتى أصبح أدب الرومان اللاتينى أحد المصادر الرئيسية للآداب الأوروبية الحديثة، وكذلك الأدب الإغريقي، فمن منا لا يعرف الإلياذة والأوديسة؟ ومن منا لم يتأثر للتراجيديا الإغريقية أو للكوميديا الرومانية؟ لكن ماذا عن الأدب المصرى القديم؟ هل تلك الحضارة المتفردة التى بهرت العالمين والتى احتكمت على ما لم تعرفه الحضارات الأخرى من المعارف الإنسانية، لم تتفوق فى الأدب مثلما تفوقت فى الفنون والعلوم والفلك والمعمار؟ لقد ظل العالم لقرون طويلة يعتقد أن المسرح نشأ فى اليونان القديمة ثم انتقل إلى روما وأنهما كانا الرافدين الذين نشأ عنهما المسرح الحديث، إلى أن تم فى أواسط القرن العشرين اكتشاف مسرحية أبيدوس المصرية والتى سبقت المسرح الإغريقى بـ1200 سنة، وقد روى المؤرخ اليونانى هيرودوت أنه شاهدها فى أثناء زيارته مصر، ورغم صدور عدد من الترجمات للمسرحية، إلا أن تاريخ المسرح مازال يكتب باعتبار أن المسرح نشأ فى أثينا، فأين علماؤنا ومؤرخونا؟ هل سيظل كل هؤلاء الحاملين لدرجات الدكتوراه يرددون فى كتاباتهم ما تقوله المصادر الأجنبية؟ ألم يحن الوقت لإعادة دراسة أدبنا المصرى القديم الذى كلما وقع تحت يدى ترجمة لأحد أشعاره الرائعة انبهرت بجمالها وحزنت على إهمالنا لها ولأمثالها؟.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية