تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
هديتنا للعالم
أثلج صدرى الصديق أحمد عيسى وزير السياحة والآثار الذى أكد لى أن مشروع كساء هرم منكاورع بالجرانيت الأحمر المقدم من هيئة الآثار لم يتم إقراره من قبل الوزارة، وأنه مازال قيد البحث والدراسة، وقال الوزير إنه شكل لجنة علمية رفيعة المستوى برئاسة الأثرى الكبير الدكتور زاهى حواس تتكون من ثلاثة علماء مصريين وثلاثة من الأجانب الخبراء فى علم الأهرامات Pyramidology لدراسة الموضوع، مؤكدا أن ما ستتوصل إليه اللجنة سيتم الإعلان عنه للرأى العام إقرارا بحق المواطنين فى المعرفة باعتبارهم الملاك الفعليين لتراثنا الأثرى، وكانت قد وصلتنى ردود أفعال كثيرة، محلية ودولية، غاضبة من فكرة العبث بأثارنا والتى تعتبر أهرامات الجيزة الثلاثة جوهرتها الثمينة، وذلك بعد ما نشرته فى هذا المكان يوم الأربعاء الماضى حول هذا المشروع الهوليوودى العجيب، كما اتصل بى صديق فرنسى يعمل باليونسكو ليخبرنى بشكل غير رسمى أن المشروع أثار حفيظة مديرة اليونسكو أودرى أزولاى، وأنها طلبت من مكتبها إعداد تقرير حول الموضوع قبل أن تتواصل مع الحكومة المصرية بشأنه واعتبرته ذو أولوية عاجلة، كذلك إتصل بى الصديق العزيز زاهى حواس مؤكدا رفضه الكامل لفكرة إعادة بناء الآثار القديمة مما يخل بأثريتها ويضيف إليها عناصر دخيلة تنتقص من قيمتها الأثرية، وتذكرت ضجة مماثلة أثيرت قبل سنوات حين إقترح البعض إعادة تركيب ذقن أبو الهول التى سقطت قبل قرون وليس فى الذاكرة الإنسانية أى صورة للتمثال بالذقن، بل إن البعض يعتقد أن الذقن التى يوجد منها جزء فى المتحف البريطانى فى لندن وأجزاء عندنا فى المتحف المصرى لم يتم نحتها مع التمثال فى عصر الأسرة الرابعة، وإنما تمت إضافتها خلال عصر الأسرة الـ١٨، لكن سرعان ما توارى هذا المشروع خجلا إلى أن أطل علينا أخيرا مشروع «تبليط الهرم» الذى وصفه المجلس الأعلى للآثار بأنه «مشروع القرن وهدية مصر للعالم».. إن هديتنا الحقيقية للعالم يا سادة هى الحفاظ على التراث الإنسانى النادر الذى ائتمنا عليه وحمايته من مشروعات ديزنى لاند التى تحدث فرقعة إعلامية تنال من مصداقيتنا وتشكك فى جديتنا أمام العالم.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية