تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

من أهم النتائج التى حققتها عملية طوفان الأقصى الفلسطينية أنها أحدثت لأول مرة فى الغرب انشقاقا هائلا بين الأنظمة الحاكمة وشعوبها، ففى إحصائية أمريكية أشار إليها الكاتب الأمريكى شون كينج فى ندوة أقيمت أخيرا بالدوحة ونقلتها قناة الجزيرة، أن نحو ٩٩٪ من النواب الأمريكيين لم يطالبوا بوقف لإطلاق النار فى غزة بينما وصلت نسبة المطالبين بوقف إطلاق النار بين المواطنين الأمريكيين إلى نحو ٧٠٪ يمثلون أعضاء من الحزبين الديمقراطى والجمهورى ومن مختلف الأعمار والجماعات العرقية والأديان، وما يحدث فى الولايات المتحدة يحدث أيضا فى الدول الغربية التى تساند السياسة العنصرية الإسرائيلية وترفض المطالبة بوقف حرب الإبادة الحالية تقودها إسرائيل، مما يعنى أن الرأى العام الغربى فى واد وحكوماته فى واد آخر، ومثل هذا الانفصال لم يحدث من قبل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وقد وصل الحال بالانحياز الأعمى لإسرائيل أن أصدرت ٣٧ ولاية من الولايات الأمريكية قانونا يعاقب من يهاجم إسرائيل أو يقاطع بضائعها ويساوى ذلك بالعداء للسامية، لكنك فى هذه الولايات نفسها تستطيع أن تهاجم السياسة الأمريكية كما تشاء وتتهمها بالعنصرية إن شئت، بل تستطيع أن تقاطع المنتجات الأمريكية أيضا دون أن تقع تحت طائلة القانون أو تتعرض للمساءلة، وقد أدى هذا الموقف العبثى إلى قيام بعض النشطاء الأمريكيين بالقول على مواقعهم إن فلسطين ليست الدولة الوحيدة المحتلة فى العالم، والمناداة بتحرير الولايات المتحدة من النفوذ الصهيونى الذى يسيطر عليها منذ عقود مضت، ومثل هذا الكلام رغم أنه ليس جديدا علينا فإنه يمثل تطورا غير مسبوق فى الوعى الشعبى الغربى لم نشهده من قبل، حيث ظل الرأى العام طوال العقود الماضية أسيرا للسردية السياسية الصهيونية التى التزمت بها وسائل الإعلام الغربية، لكن مع اختراق وسائل التواصل الاجتماعى لهذا الحصار تمكن الفلسطينيون من استغلال ذلك الوضع بنقل الصورة الحقيقية لما يتعرضون له منذ سنوات فى الأراضى المحتلة، وكان ذلك بمثابة نوبة صحيان لشعوب العالم التى أفاقت أخيرا على الحقيقة فانقلبت ضد حكوماتها وخرجت فى المظاهرات تطالب بوقف فورى لإطلاق النارى وتنادى بفلسطين حرة، مما كشف خضوع ساستها الكامل للنفوذ الصهيونى.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية