تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

سعدت كثيرا باختيار وزير الخارجية الأسبق الصديق محمد العرابى رئيسا لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية فى وقت يمر فيه العالم بظروف قاسية تشبه إلى حد كبير تلك التى كانت سائدة فى أواسط القرن الماضى ، حين انعقد مؤتمر باندونج بإندونيسيا فى أبريل عام 1955 والذى انبثقت عنه المنظمة وحركة عدم الانحياز فيما بعد،

ففى ذلك الوقت كانت القوتان العظميان منشغلتين بالحرب الباردة التى كانت على أشدها، وكانت شعوب العالم الثالث المتحررة لتوها من سيطرة الاستعمار تسعى لأن يكون لها صوت مسموع على الساحة الدولية يعبر عن آمال تلك الشعوب فى المستقبل المشرق الذى كانت تتطلع إليه بعيدا عن هيمنة القوى العظمى،

وتلك هى الروح التى تولدت عنها حركة عدم الانحياز التى كان لمصر فيها موقع الصدارة،

\واليوم يمر العالم بظروف مشابهة خفُتَ فيها صوت العالم الثالث، وانشغلت القوى الكبرى بتنافساتها التجارية كتلك التى بين الولايات المتحدة والصين، وبحروبها العسكرية كتلك التى بين روسيا وأوكرانيا، وتراجعت أصواتنا،

وليس أدل على انصراف القوى الكبرى عن عالمنا الثالث الذى يشكل ما يزيد على ‪%‬65 من سكان العالم، من الحرب الدائرة فى غزة التى تصرخ وتئن من الوحشية التى وصلت إلى درجة لم يشهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الأخيرة دون أن يسمعها أحد،

فالدول الكبرى التى لا تكف عن إعلان حرصها على الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان لم ترفع أصبعا لوقف تلك المجزرة، إن هذا الظرف التاريخى يدعو العالم الثالث لمحاولة التكاتف والتعاون من أجل أن يشكل كتلة دولية لها صوت مسموع يعبر عن موقف شعوبها، وعدم ترك الساحة الدولية لهيمنة وسيطرة القوى الكبرى وحدها،

وإن منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية بتاريخها الحافل هى إحدى وسائل استعادة تلك المكانة التى كانت للعالم الثالث فى المحافل الدولية،

فللمنظمة دور سياسى مؤثر على المستوى الشعبى أدعو أجهزة الدولة الرسمية لدعمه تأكيدا لدور مصر القيادى، كما أن للمنظمة ذراعا ثقافية هى اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا، وأخرى إعلامية هى اتحاد الإعلاميين، فلعل تشكيلها الجديد يمثل ميلادا طال انتظاره.

 

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية