تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

مياه مصرية لغزة

كنت أتصور أن تهتم أجهزة إعلامنا بهذا المشروع المهم الذى نفذته مصر فى رفح، فقد قامت مصر بمد مواسير من رفح المصرية إلى داخل حدود غزة عبر معبر فيلادلفيا لضخ المياه العذبة إلى الأهالى بعد أن كانت المياه المتوافرة بالقطاع غير صالحة للشرب، وهو ما تسبب على مدى الأسابيع الماضية فى وفاة الكثيرين من الأهالى المحاصرين فى رفح،

مما دفع بعض السكان إلى استخدام ماء البحر رغم ملوحتها، ووفقا لما تضمنته بعض اللقطات المتداولة على وسائل الاتصال الاجتماعى فإن مد خطوط المياه المصرية إلى داخل غزة هو حدث غاية فى الأهمية فى حياة الفلسطينيين المحاصرين فى غزة، والذين يتعرضون منذ فترة إلى حملة تجويع غير إنسانية، فكما منعت عنهم إسرائيل الكهرباء والطاقة والأدوية منعت أيضا الأغذية، وفجرت مصادر توصيل المياه لجميع المنشآت، حتى أصبح الحصول على المياه العذبة الصالحة للشرب عملية تكاد تكون مستحيلة!

وقد صورت بعض اللقطات فرحة السكان بالماء العذبة بشكل يدعو للحسرة والألم لهذا الوضع غير الآدمى الذى أعادنا إلى حياة الغابات فيما قبل نشوء الحضارة الإنسانية، ومن أجل مد خطوط المياه داخل غزة أنشأت السلطات المصرية ثلاث محطات تحلية فى رفح المصرية وقامت بمد خطوطها إلى داخل غزة لكسر الحصار الوحشى الذى تفرضه إسرائيل على الشعب الفلسطينى منذ شهر أكتوبر الماضى،

وعلى قدر فرحة الفلسطينيين بالمياه العذبة التى وصلتهم من مصر كان حنق إسرائيل التى انتقد بعض مسئوليها التصرف المصرى، باعتباره تحايلا على وقف سلطات الاحتلال مرور المعونات الغذائية من معبر رفح، وكنت أتصور أن مثل هذا العمل يصلح لأن يكون موضوعا لتحقيق صحفى أو تليفزيونى واسع يشرح كيف تم مد هذه الخطوط عبر السياج الحديدى، وكيف غير المشروع حياة الناس فى غزة ولو قليلا، ويدحض فى نفس الوقت الادعاءات الإسرائيلية بأن مصر تشارك فى حصار غزة، لكن للأسف أن الإعلام الشعبى هو الذى اهتم بالموضوع، لأنه يمس حياة أشقائنا فى غزة بشكل مباشر، على أن ما انتشر بين الناس هو مجرد لقطات تم تصويرها بالتليفونات المحمولة وليست صحافة استقصائية من الموقع.

 

msalmawy@gmail.com

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية