تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
منطق رعاة البقر
وداعا للتقاليد الدبلوماسية! وداعا للأعراف السياسية! وداعا لأصول التعاملات الدولية! فها هو رئيس الولايات المتحدة المنتخب دونالد ترامب يضرب بكل التقاليد السياسية عرض الحائط من قبل أن يدخل البيت الأبيض يوم 20 يناير المقبل، ويهدد بأن «يقلبها ضلمة» كما يقال باللهجة المصرية عن أعمال الخارجين على القانون، إذا لم يتم إطلاق سراح باقى الرهائن المحتجزين لدى حماس، والذين كان هو نفسه قد استبعد سؤال أحد الصحفيين له أخيرا حول مصيرهم مبديا تشككه فى أنهم مازالوا على قيد الحياة، لكن ها هو قد استحوذت عليه فجأة نزعة رعاة البقر الموروثة عن أجداده حاملى المسدسات فوق أردافهم، وذلك بعد أن أذاعت حماس تسجيلا لأحد الرهائن من مزدوجى الجنسية الذى ناشد ترامب العمل على الإفراج عنه، فأخذت ترامب الحماسة وهدّد بأنه إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن قبل دخوله البيت الأبيض فسيجعل المتسببين فى احتجازهم يدفعون ثمنا وصفه بالجحيم، مؤكدا أن الولايات المتحدة سترد فى الشرق الأوسط بأقصى ما قامت به من ضربات فى تاريخها(!) وما يدعو للسخرية أن الفيديو الذى تمت إذاعته كان موجها ضد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو باعتباره المسئول عن عرقلة كل اتفاق يتم التوصل إليه لوقف إطلاق النار فى غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين، وتلك حقيقة شهدت بها الصحافة الإسرائيلية نفسها التى طالما اتهمت نيتانياهو بإطالة أمد الحرب عمدا حتى يبقى فى السلطة لأكبر وقت ممكن، وحتى تظل إسرائيل فى حالة حرب، ما يحول دون محاكمته فى جرائم الفساد المتهم فيها، وهو ما شهدت به أيضا عائلات الرهائن التى خرجت فى مظاهرات تتهمه بأنه غير مهتم باتخاذ الخطوات الكفيلة باسترجاع الرهائن، لكن ترامب بعد أن تناول العشاء مع سارة نيتانياهو زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلى الموجودة حاليا فى واشنطن والذى نشرت صوره فى وسائل الإعلام، قرر بدلا من أن يضغط على نيتانياهو لقبول اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، أن يتوعد الشرق الأوسط بأقسى عقاب، فماذا سيكون عليه الرئيس المنتخب بعد أن يمتلك فى يده سلطة اتخاذ القرار؟!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية