تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
من يخدعون؟
هى مسرحية هزلية تلك التى حدث خلال زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى دمشق برفقة نظيرها الفرنسى جان نويل بارو،
وهما أول مسئولين غربيين يقومان بزيارة سوريا بعد سقوط نظام الأسد واستحواذ أحمد الشرع وجماعته على الحكم، وكان الغرض من الزيارة هو طمأنة العالم إلى أن هيئة تحرير الشام تنظيم مدنى معتدل يمكن التعامل معه، وأن رئيس الهيئة المصنف إرهابيا فى معظم دول الغرب قد غير انتماءاته وفكره وهويته حين غير لباسه من الجلباب والعمامة إلى زى الثوار العسكرى، وغير اسمه من أبو محمد الجولانى إلى أحمد الشرع، وغير جماعته من القاعدة والنصرة إلى هيئة تحرير الشام،
وكان قد سبق تلك الزيارة إدلاء الشرع بتصريحات للإعلام الغربى تؤكد أن حكمه سيكون مدنيا وأنه لن يفرض على المرأة أن ترتدى الحجاب، وقامت الولايات المتحدة بإلغاء المكافأة التى وضعتها على رأسه والبالغ قدرها 10 ملايين دولار،
أما الوزيرة الألمانية فصرحت قبل الزيارة بأن حقوق المرأة لا تتعلق فقط بحرية المرأة وإنما بقضية الحريات عامة، ثم ما إن وصلت إلى دمشق حتى اتضح أن تعاليم القاعدة والنصرة حية ترزق فى سوريا، ومنها عدم جواز السلام باليد بين الرجل والمرأة، وهى التعاليم التى طبقتها طالبان فى أفغانستان، وطبقتها حكومة الإنقاذ التى رأسها الشرع فى إدلب، وقد أصبحت مطبقة الآن فى سوريا التى تحررت من حكم الأسد بمساعدة وتأييد ومباركة الدول الغربية بقيادة ألمانيا وفرنسا اللتين كانتا أول من بعث بوزيرى خارجيتهما للقاء النظام الجديد، واللذين يفاجئا - أو لم يفاجآ - بأن أعضاء ذلك النظام لا تلامس أيديهم أيدى النساء، فقد وصلت بيربوك دمشق وغادرتها دون أن يسلم أى مسئول سورى عليها باليد، ابتداء ممن استقبلوها بالمطار هى والوزير الفرنسى وحتى الشرع نفسه الذى مد يده بالسلام فى نفس اللقاء لنظيرها الفرنسى، فمن الذى يحاول الغرب خداعه بتلك الصورة الزائفة التى يصدرونها بمساعدة إعلامهم للنظام السورى الجديد الذى من الواضح أنهم يرتاحون له كل الراحة؟ إنهم فى الحقيقة يخدعون أنفسهم، لأننا نحن قد كشفنا الخديعة منذ عام 2013 ولن تنطلى علينا مرة أخرى.
msalmawy@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية