اليوم تعلن نتائج الانتخابات الرئاسية التى اكتملت منذ أيام، وبصرف النظر عن النتيجة فإن الانتخابات نفسها كانت حدثا مهما يستوجب أن نتوقف عنده لإبداء بعض الملاحظات:

والملاحظة الأولى هى أن الانتخابات جرت بالفعل وكان يمكن تأجيلها بحجة الأزمة المتفاقمة فى غزة والتهديد الذى يواجه مصر على حدودها الشرقية، لكن عقد الانتخابات يؤكد الحرص على الممارسة الديمقراطية، والالتزام بالاستحقاقات الدستورية.

والملاحظة الثانية هى الإقبال الكبير على لجان التصويت والذى يؤكد حرص الشعب المصرى على المشاركة فى صياغة مستقبل البلاد، كما يؤكد اقتناعه بأن صوته سيسهم فى تحديد ذلك المستقبل، ولا شك فى أن تجربة الحوار الوطنى كان لها تأثير فى ذلك، حيث وجد الشعب أن ما تم إبداؤه من آراء خلال جلسات الحوار أخذ مأخذ الجد وتمت الاستجابة للكثير منه، وانتهت الفترة التى كانت آراء المواطنين فيها لا قيمة لها عند السلطات الحاكمة،

أما الملاحظة الثالثة فتتعلق بتلك اليقظة السياسية الخاصة بالحرب الدائرة على حدودنا وإدراك الناخب للأخطار التى تتهدد البلاد، وللموقف الذى اتخذته القيادة السياسية بالرفض القاطع منذ اللحظة الأولى للحرب الوحشية التى تشنها إسرائيل ورفض التهجير القسرى للفلسطينيين المخالف للقوانين الدولية،
وهكذا أصبحت المشاركة فى الانتخابات بمثابة التصويت على حماية الأمن القومى المصرى.

والملاحظة الرابعة هى الالتزام بالقانون الذى شهدناه أثناء العملية الانتخابية والذى قد يعتبره البعض أمرا مسلما به فى أى عملية انتخابية، لكنه لم يكن كذلك عندنا، حيث كانت القاعدة فى عهود سابقة هى الانتهاكات التى تحدث فى كثير من اللجان والتى كانت تتم فى بعض الأحيان بأسلوب البلطجة والخروج على القانون، وكثيرا ما كان يقع لها ضحايا وكانت تقدم فيها الشكاوى والطعون أو يتم اللجوء للقضاء، لكننا هذه المرة لم نشهد مثل هذه الممارسات الممجوجة، ومرت فترة تلقى لجنة الانتخابات للطعون دون أن تتلقى طعنا واحدا من أى من المرشحين،
إن هذه الملاحظات تصب كلها فى صالح الوعى العام لجماهير الناخبين المصريين الذين يصطفون دائما فى لحظات التحديات الكبرى فى وقفة وطنية قوية تؤكد أصالة هذا الشعب ونضجه وسلامة بصيرته.

msalmawy@gmail.com