تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مقبرة الخالدين
تتوالى الإشادة بقرار الرئيس إنشاء مقبرة للخالدين، ويسعدنى أن كنت أول من طالب بذلك فى مقال كتبته فى هذا المكان فى سبتمبر من العام الماضى، وقد تفضل وقتها الصديق الدكتور مصطفى الفقى فهنأنى على الاقتراح، ثم عاد فوجه لى التحية فى أحد لقاءاته التليفزيونية التالية مؤيدا الاقتراح الذى طرحته، بعدها قام الشاعر فاروق جويدة فى ديسمبر من نفس العام بتأييد ما طرحه الدكتور الفقى، وذلك فى مقال له بعنوان: مقبرة الخالدين، والحقيقة أنه منذ ذلك الوقت لم يتوقف الحديث بين الناس حول ضرورة إيجاد حل لمشكلة المقابر التاريخية التى ستتم إزالتها ضمن عمليات التطوير لشبكة الطرق البالية التى يعود بعضها إلى تاريخ إنشاء القاهرة نفسها، وكان آخر من طرح الموضوع الزميل محمد الشاذلى فى مقاله المنشور فى بوابة الأهرام بعنوان: مقابر الخالدين، والذى أشار فيه إلى ما تمت إزالته من مقابر فى الخمسينيات الماضية لإقامة طريق صلاح سالم، ثم فى الثمانينيات لإقامة طريق الأوتوستراد، وقد أصبح اليوم كل من الطريقين شريانا رئيسيا للمرور لا يمكن تخيل الوضع المرورى فى القاهرة بدونه، وقلت فى مقالى الذى كتبته بمناسبة إزالة مقبرة الدكتور طه حسين أنه حين يتعلق الأمر بقبر من يعتبر علامة فارقة فى تاريخنا، فالأمر يحتاج معالجة خاصة، وأشرت إلى الوضع فى فرنسا حيث يوجد قبو البانتيون الشهير الذى يضم رفات الأدباء فولتير وروسو وفيكتور هوجو وإيميل زولا وألكسندر دوما، والكثير من الزعماء السياسيين، وقلت: لماذا لا نقيم مقبرة خاصة بموقع متميز تليق بعميد الأدب العربى وبقية أعلامنا لتصبح مزارا للمصريين والأجانب وتنتقل إليها رفاتهم فى موكب مهيب كما فعلنا مع مومياوات ملوكنا القدامى، لكن أحدا لم يستمع، وتوالت الشكاوى إلى أن جاء قرار الرئيس ليؤكد تفاعل القيادة السياسية مع مطالب الجماهير، وكم كنت أود أن يكون المسئولون عن إنشاء الطريق الجديد قد أخذوا ذلك فى الاعتبار أثناء وضعهم تفاصيل المشروع، فإيجاد حل للمقابر التاريخية التى تقع فى الموقع هو جزء لا يتجزأ من دراسة المشروع، وتجاهلها يمثل نقصا لم يصلحه إلا قرار الرئيس.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية