عجبت من أن أحدا عندنا لم يتوقف عند هذا المقال النادر الذى نشرته جريدة التلجراف البريطانية عن مصر، فوسط فيض الصحافة الغربية المغرضة والمنحازة دوما لتصيد النقاط السلبية فى بلادنا يأتى هذا المقال المطول والمليء بالإشادة بما حققته مصر فى مجال استئصال وباء التهاب الكبد الوبائى (فيروس سى)،

وهو الإنجاز الذى وصفته الجريدة بتعبير astounding أى المذهل، حيث أوضحت التلجراف أن مصر تحولت خلال أقل من ١٠ سنوات من أكثر دول العالم إصابة بالمرض إلى القضاء عليه بشكل شبه كامل،

وأوردت الجريدة على لسان مسئولى منظمة الصحة العالمية قولهم بأن مصر تعد نموذجا يحتذى فى هذا المجال، وأوضحت أنه قبل أقل من ١٠ سنوات كان ما يقرب من ١٥٪ من جميع المصريين مصابين بفيروس سى، الذى تكمن صعوبته فى أنه لا يمكن التعرف عليه فى مراحله الأولى، وإنه حين يتم تشخيصه يكون قد تمكن من كبد المريض، وقد يؤدى إلى تليفه أو قد يصيبه بالسرطان،

ويعتقد أن هناك ما يقرب من ٥٨ مليون مصاب بهذا المرض حول العالم، وأن ٨٠٪ منهم لا يعرفون أنهم مصابون به، ويموت منهم مليون مريض سنويا، ويقوم كل مريض فى العادة بنقل العدوى لأربعة آخرين، وقد توفى بهذا الفيروس فى عام ٢٠١٥ وحده ما يزيد على ٤٠ ألفا من المصريين،

وقالت إن قدرة مصر على تحويل هذا الفشل إلى نجاح كانت لافتة للنظر، وأوضحت الجريدة على لسان وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار الخطة التى اتبعتها مصر من أجل القضاء على هذا الوباء والتى تضمنت إقامة بنية تحتية علمية، وقاعدة بيانات حديثة، ووسائل فعالة فى اكتشاف المرض، وتمكنت مصر عن طريق الاتفاقيات الدولية من توفير عقار سوفوسبوفير الذى تصل درجة فاعليته إلى ٩٠٪ والذى تم توفيره بثمن زهيد لا يزيد على ١٪ من سعره فى السوق العالمية،

ودون أن تكلف الشعب مليما واحدا، وقالت الجريدة إن الخطة المصرية اتصفت بالكفاءة العالية، وبسرعة الإنجاز، وبقلة التكلفة، أليس من حق المواطن المصرى أن يعرف حين يقال عنه كلمة حق فى الخارج؟

msalmawy@gmail.com