تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

مذبحة آثار غزة

تعددت المذابح الإسرائيلية فى غزة وقامت قوات الاحتلال بهدم المنازل والمدارس والمستشفيات ودور العبادة، لكن هناك مذبحة أخرى لم يتنبه لها الناس فى البداية، وهى مذبحة الآثار، وتلك مذبحة خطيرة لأنها لا يمكن تعويضها أو تدارك دمارها، فإذا كانت المبانى التى فجرتها قوات الاحتلال فى غزة يمكن إعادة بنائها بعد انتهاء الحرب، فإن المبانى التاريخية والأثرية التى تم تدميرها ذهبت بلا رجعة، حاملة معها تاريخا عريقا يتصل بالتراث المعمارى الإسلامى والمسيحى، وفى مقدمة تلك المبانى المسجد العمرى العريق والذى يعود تاريخه إلى القرن السابع، وكنيسة بيرفيريوس التاريخية، بالإضافة لآثار أخرى تعود للعصور اليونانية والرومانية، كما قامت قوات الاحتلال بتدمير المقابر التاريخية التى تقع خلف المستشفى المعمدانى والتى تعرف بمقابر باب البحر، واتخذها مركزا لعملياته العسكرية، كما قام بتدمير مواقع التنقيب فى الميناء القديم، وقام بتفجير المتحف التاريخى وتحطيم محتوياته، ويشير التقرير الصادر من اليونسكو قبل أيام إلى أن إسرائيل قامت بتدمير ٢٠٦ مواقع تاريخية وأثرية تدميرا كاملا بما لا يسمح بإعادة ترميمها، وقد لا يعرف البعض أن غزة تمتلك إرثا ثقافيا وأثريا نادرا، وإن كان غير معروف إلا للأثاريين المتخصصين، وذلك بسبب الحصار الذى تفرضه إسرائيل على غزة منذ ١٧ عاما والذى يحول دون قيام المهتمين بزيارة مواقع تلك الآثار أو الترويج لها فى بلد لا سياحة فيه فى ظل الاحتلال، ووفق تقرير لوزارة الثقافة الفلسطينية فقد تم تدمير المكتبات الأساسية فى غزة بكل ما كانت تحويه من كتب تاريخية ووثائق نادرة، كما تم تدمير الأرشيف الوطنى بالكامل، ويشير التقرير إلى أنه من بين المواقع التاريخية التى قامت إسرائيل بتدميرها فى غزة ثلاثة مواقع أخرى كانت بصدد أن تصنف من قبل اليونسكو كمناطق تراث إنسانى، والسؤال الذى يفرض نفسه هنا هو ما هى الأسباب التى تدفع قوات الاحتلال إلى تدمير مبان ومواقع تنتمى للتراث الإنسانى؟ لقد كانت إسرائيل تتعلل بوجود أنفاق ومراكز عسكرية لحماس داخل المستشفيات وتحت المنازل، وهو ما لم تثبت صحته، فبماذا تتعلل هذه المرة وهى تدمر تراثا إنسانيا نادرا لا يمكن تعويضه؟

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية