تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
محفوظ دائما وأبدا
حسنا فعل الكاتب الصحفى عبد الله عبد السلام أن تحدث فى مقاله بالمصرى اليوم عن الترجمة الجديدة التى صدرت فى بريطانيا لآخر كتابات أديبنا الأكبر نجيب محفوظ «أحلام فترة النقاهة»، فقد وضع يده على ظاهرة غاية فى الأهمية، وهى الاهتمام المتزايد فى الخارج من عام إلى عام بأعمال محفوظ، وقد يتصور البعض أن ذلك وضع طبيعى لمن يفوز بأكبر جائزة أدبية فى العالم وهى جائزة نوبل، فالشهرة والانتشار الذى تمنحه الجائزة للفائز لا يمكن إنكاره، لكن الحقيقة أن ذلك ليس دائما الحال، فقد حدث منذ عدة سنوات أن كنت أبحث خلال رحلة لى إلى فرنسا عن رواية «الدعوة» الصادرة عام 1987 للروائى الفرنسى الكبير كلود سيمون الذى فاز بجائزة نوبل قبل محفوظ بأربع سنوات، فقد كانت من رواياته التى لم أكن قد قرأتها، وأردت أن أكمل بها قراءاتى لمجمل أعمال الروائى الكبير صاحب مدرسة «الرواية الجديدة» le nouveau roman، لكنى بحثت عنها فى أكثر من مكتبة دون جدوي، وفى النهاية قال لى مدير مكتبة Fnac الشهيرة: إننا لم نعد نعرض روايات كلود سيمون، فما من أحد يقرأ أعماله الآن، ومن هذا يفهم أن الفوز بنوبل فى حد ذاته ليس كافيا لاستمرار الاهتمام بأعمال الكاتب، وأن قيمة تلك الأعمال ورقيها الفنى وإنسانيتها هى وحدها التى تضمن تنامى الاهتمام بها، و«أحلام» نجيب محفوظ خير مثال على ذلك، فتلك الأحلام كانت قد سبقت ترجمتها قبل أكثر من عشر سنوات بواسطة ريموند ستوك، لكن ها هى يعاد انتقاء بعضها (فهى بالمئات) ليقوم الكاتب الروائى الليبى الأصل هشام مطر بتقديمها بترجمة جديدة لتصدر عن دار فايكنج الشهيرة، كما دعيت منذ بضعة أشهر للمشاركة فى مناقشة رسالة دكتوراه بجامعة ليدز البريطانية عن المدينة فى أعمال نجيب محفوظ، وهو ما يشير إلى اهتمام مستمر بل ومتزايد بأعمال أبو الرواية العربية نجيب محفوظ، الذى ما من شك فى أن جائزة نوبل ألقت عليه الضوء حين فاز بها عام 1988، لكن القيمة الرفيعة لأعماله هى وحدها التى أبقت الاهتمام به حيا حتى الآن.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية