تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مأساة رغد
عادة ما تأخذنا تطورات الحروب من انتصار هنا أو تراجع هناك، ونتوقف عند الطائرات التى سقطت أو المجنزرات التى تقدمت، لكن ننسى الضحايا الحقيقيين من البشر، فهؤلاء الرجال والنساء والأطفال هم الخسارة الحقيقية للحروب وليس العتاد العسكرى، وقد توقفت عند قصة رغد الفتاة السورية التى تبلغ من العمر ٨ سنوات والتى تجسد مأساة شعبها الذى اضطر للهجرة وتحول إلى لاجئين فى دول مجاورة مثل لبنان أو تركيا هربا من ويلات الحروب فى بلادهم، فقد اضطرت عائلة رغد إلى النزوح إلى لبنان، فهم من إدلب التى تعتبر إحدى بقع الصراع فى سوريا، كان ذلك منذ بداية الصراع قبل ١٢ عاما حين تهدم بيتهم فى إدلب فهربوا فى جنح الليل عبر الحدود إلى لبنان، وهناك استقروا وولدت رغد فى لبنان، وبدأ الوالدان يؤديان بعض الأعمال المتفرقة ليستطيعيا إرسال رغد وأشقائها إلى المدرسة، لكن أخيرا داهمت قوات الجيش اللبنانى بيتهم لتلقى القبض عليهم وتقوم بترحيلهم من جديد إلى سوريا نظرا لأن وجودهم فى لبنان غير قانونى، كان ذلك فى التاسعة صباحا وكانت رغد فى المدرسة فرجت الأم القوات الانتظار حتى تعود رغد من المدرسة لكنهم رفضوا وأبلغوهم أنه سيتم ترحيلهم فى التو واللحظة، وعادت رغد من المدرسة ودقت جرس باب البيت مرات ومرات فلم يفتح لها أحد فجلست على الأرض تبكى وعند المساء اكتشفها الجيران فآووها، وهى تعيش اليوم فى لبنان بينما أسرتها تعيش عبر الحدود فى سوريا، أنها كل ليلة قبل أن تنام تصلى إلى الله طالبة أن تتوحد من جديد مع أسرتها، ويأتى ترحيل أسرة رغد من لبنان ضمن حملة لترحيل كل من دخلوا البلاد بطرق غير شرعية، وإذا كان عدد اللاجئين السوريين فى لبنان والمسجلين فى سجلات الأمم المتحدة يصل إلى أكثر من ٨٠٠ ألف لاجيء وغير المسجلين يزيد عن ذلك بكثير فلنا أن نتصور عدد المآسى الإنسانية التى تشبه مأساة رغد التى تعيش وحدها فى بلد غير بلد أسرتها ولا تعرف إن كانت ستراهم ثانية أم لا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية