تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

لا فلسطين فى سوريا

قرار غريب ذلك الذى أصدرته هيئة تحرير الشام التى استولت على الحكم فى سوريا بعد سقوط بشار الأسد، فقد قررت الهيئة طرد المقاومة الفلسطينية من الأراضى السورية، أو هو ليس غريبا فقد زاد التوغل الإسرائيلى داخل الأراضى السورية منذ وصول هذه الهيئة إلى السلطة بقيادة أحمد الشرع الملقب بـ «أبو محمد الجولانى»، فاستولت على المنطقة العازلة التى كانت منزوعة السلاح وفق اتفاقية فض الاشتباك بين البلدين، ودخل جيش الاحتلال إلى جبل الشيخ على بعد 25 كيلومترا من العاصمة دمشق، وتبعته جماعات من الحاخامات التى أقامت الطقوس اليهودية فوق الجبل تمهيدا لإقامة المستوطنات اليهودية على مشارف دمشق كما فعلت فى الضفة الغربية، حيث يقترب عدد المستوطنين من نصف المليون، ويصل عددهم فى القدس الشرقية المحتلة إلى 220 ألفا، ويأتى هذا القرار وسط ابتهاج هيئة تحرير الشام بسقوط نظام الأسد «المجرم»، وهكذا يتضح الوجه الحقيقى للنظام الجديد الذى يتزعمه من كان عضوا بتنظيم القاعدة، ثم انفصل عنها دون أن يتخلى عن عقيدتها، ويظهر أخيرا على القنوات التليفزيونية الأمريكية وقد خلع العمامة وارتدى «الكاسكيت» العسكرى فى عملية خداع واضحة، لقد نشر موقع آڤا برو الروسى أن السلطات السورية الجديدة وجّهت إنذارا نهائياً لجميع مجموعات المقاومة الفلسطينية الموجودة على أرضها بسرعة تسليم أسلحتها وإخلاء معسكرات تدريبها وسحب وحداتها العسكرية من البلاد، وصرح مسئول بالهيئة بأن سوريا لن تصبح ساحة للمقاومة الفلسطينية بعد اليوم، وقد يرى البعض أن هذا يبدو منطقيا، فكيف تكون سوريا ساحة للاحتلال الإسرائيلى وللمقاومة الفلسطينية فى نفس الوقت؟! لقد كان النظام السورى السابق يقوم بتوفير الملاذ لبعض فصائل المقاومة الفلسطينية مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجهاد الإسلامى وغيرهما، وكانت هذه الفصائل تستخدم الأراضى السورية للتدريب والمأوى والتحضير لشن هجماتها ضد قوات الاحتلال الصهيونى الذى مازال يحتل أراضى عربية فى سوريا وفلسطين والأردن ولبنان، لكن بهذا القرار لن تصبح سوريا قاعدة للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل كما كانت فى السابق، أما ماذا ستكون سوريا فهذا ما بدأ يتضح يوما بعد يوم.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية