تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
كيف يكون الإعمار؟
فى مقابل الخطة العبثية التى طرحها دونالد ترامب «لتنظيف» غزة من السكان وإعادة بنائها كمنتجع عالمى مملوك لأمريكا، وصلنى من خبير إدارة العمران والتراث الدكتور أحمد صدقى أن تاريخ إعادة الإعمار بعد الكوارث الكبرى يشير إلى أن مثل هذه العمليات لا يمكن أن تتم، ولا يمكن أن تكتسب صفة الديمومة، إلا إذا تمت فى وجود السكان أنفسهم، فهم الأدرى باحتياجاتهم الأساسية، وهم الأدرى بطبيعة المنطقة وكيف كانت قبل التدمير، أما فى حالة إتمام عمليات الإعمار فى غياب السكان فإن ذلك يهدد بتدميرها مرة أخرى من السكان أنفسهم الذين يفاجأون بأبنية قد لا تتناسب مع احتياجاتهم الأساسية ولا تشبه من قريب أو بعيد البنية التى كانت قائمة فى السابق، ومن ثم يعملون على إعادة تطويعها لاحتياجاتهم وهو ما يفتح الباب للعشوائية، وهذا يعنى أن سكان المنطقة يجب أن يكونوا شركاء أساسيين فى عملية الإعمار، وذلك يكون بإشراك القيادات المجتمعية لكل منطقة، ويؤكد الدكتور صدقى من خلال تجربته فى عمليات إعادة الإعمار فى سوريا والتى قامت بها جهات دولية من عام 2014 وحتى عام 2022 تحت إشراف منظمة الهابيتات التابعة للأمم المتحدة، أن التعاون مع القيادات المجتمعية يجب أن يتم بعيدا عن أى اعتبارات سياسية أو دينية، فكل مجتمع به اختلافاته التى ينبغى استبعادها تماما أثناء عملية الإعمار، والتى يقول إنها ستعتمد فى حالة غزة على وجود خطة أولية لإدارة الأنقاض قبل الشروع فى إعادة البناء، وكذلك توفير إسكان مؤقت للسكان الذين فقدوا كل ممتلكاتهم بما يوفر لهم المأوى السريع ويسمح لهم فى نفس الوقت بمتابعة إعادة البناء وفق احتياجاتهم، وبذلك يشعرون بأنهم شركاء فى إعادة البناء ويكونون خير ضمان للحفاظ عليه وضمان ديمومته، ويعتقد الدكتور أحمد صدقى أن عملية إعادة إعمار غزة لكى تنجح يجب أن تتم بجهود دولية، فإلى جانب الدول العربية المعنية بالأمر هناك الاتحاد الأوروبى الذى سيضع بذلك حدا للهجرة غير الشرعية التى يعانيها منها، وهو يرى إشراك أمريكا أيضا لما تتحمله من مسئولية أدبية وإنسانية، وإن كنت أستبعد تماما إحساس إدارة ترامب بتلك المسئولية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية