تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
كيسنجر اليهودى
عرضنا بالأمس الجانب الآخر من سجل ثعلب الدبلوماسية العجوز هنرى كيسنجر بمناسبة الاحتفال ببلوغه المائة، وأوردنا رأى من يرون أن بعض سياساته التى راح ضحيتها الملايين تصل لكونها جرائم ضد الإنسانية تستوجب المحاكمة، على أن لكيسنجر جانبا ثالثا طالما أثار الالتباس وهو يهوديته، فقد رفعت السرية أخيرا عن بعض التسجيلات لمكالمات هاتفية جرت بينه والرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون تفوه فيها كيسنجر بأقوال لو قالها شخص غير يهودى لاتهم على الفور من قبل اللوبى اليهودى بالعداء للسامية ولربما تعرض للمحاكمة، جاءت إحدى هذه المكالمات بعد لقاء نيكسون ووزير خارجيته مع رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير فى أوائل عام ١٩٧٣، طلبت فيه مائير منهما الضغط على موسكو للسماح لليهود السوفيت بالهجرة إلى إسرائيل، لكن كيسنجر قال صراحة لنيكسون خلال المكالمة إن هجرة اليهود السوفييت ليست من بين أهداف السياسة الخارجية الأمريكية، ثم قال بالحرف الواحد: ولو أن السوفيت أقاموا لليهود أفران الغاز لما أصبح ذلك قضية أمريكية، ثم أضاف: ربما تكون قضية إنسانية، وبعد هذه المكالمة بستة أشهر حين قامت حرب أكتوبر اقترح كيسنجر تأجيل إمداد إسرائيل بالسلاح لمواجهة التقدم المصرى، لكن نيكسون رفض، فهل كان كيسنجر بالفعل معاديا لليهود وإسرائيل كما يتهمه بعض اليهود؟ الحقيقة أن كيسنجر كانت له سياساته التى عمل على تطبيقها بصرف النظر عن أى اعتبارات أخرى، وقد زجر ذات مرة أحد أعوانه من الموالين لإسرائيل قائلا: إننا ندير السياسة الخارجية الأمريكية ولسنا هنا فى كنيس يهودى! ففى حالة طلب إسرائيل الضغط على موسكو كان كيسنجر وقتها قد بدأ سياسة الوفاق بين البلدين، وقضية اليهود السوفيت كانت ستعكر صفو هذا التقارب لذلك استبعدها، أما فى حالة إرسال السلاح لإسرائيل فقد شرح كيسنجر فى مذكراته أنه أراد إعطاء الفرصة للرئيس السادات لتأكيد انتصاره العسكرى على إسرائيل حتى يضمن بعد ذلك استعداده للقبول بالتسوية التى كانت هى هدف السياسة الخارجية الأمريكية. لقد كان كيسنجر مخلصا لسياساته ولأسلوبه الخاص فى إدارة هذه السياسات، وفى سبيل ذلك كان على استعداد للتضحية بكل ما يقف فى طريقه.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية