رغم مرور ما يقرب من أسبوعين على التصريحات الصادمة التى أدلت بها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بمناسبة الذكرى الـ٧٥ لما سمته استقلال إسرائيل، فإن ردود الأفعال الغاضبة مازالت تتوالى منتقدة ما ورد على لسانها من مغالطات تاريخية وانحياز كامل للموقف الإسرائيلى الذى يتجاهل حقوق الشعب الفلسطينى التى نصت عليها قرارات الأمم المتحدة والقوانين والمواثيق الدولية،

وقد جاء آخر رد فعل على لسان شخصية إسرائيلية مرموقة هى الناشط السياسى المدافع عن حقوق الإنسان ميكو بيليد، وهو نجل ماتيتياهو بيليد أحد جنرالات حرب ١٩٦٧، فقد وصف تصريحات فون دير لاين بالعنصرية، وقال إنها تدعو للغثيان!

ثم قام بتفنيد المعلومات التاريخية التى وردت بها، مثل القول بأن إسرائيل جعلت الصحراء تزدهر، وهى مقولة قديمة كانت تستخدم فى بداية عهد الدولة الصهيونية لتوحى بأن ما أخذته إسرائيل لم يكن إلا صحراء جرداء لكنها بعبقريتها حولتها إلى جنة خضراء، وأوضح بيليد أن ما فعلته إسرائيل هو العكس تماما حيث قامت بتدمير الزراعات الفلسطينية ومازالت صحراء النقب جرداء كما هى، كما دمرت كل ما هو فلسطينى من حياة مزدهرة وحضارة عريقة!

وكان أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قد أصدر بيانا وجه فيه انتقادات شديدة لرئيسة المفوضية الأوروبية، وقال إن تصريحاتها مؤسفة وإنها تجاهلت حقيقة الاحتلال الإسرائيلى وممارساته، وسلب حقوق الفلسطينيين، وطردهم من أراضيهم، وغيرها من الممارسات المخالفة لمواثيق حقوق الإنسان، وقال إن ذلك يشجع إسرائيل على التمادى فى مواقفها المتعنتة الرافضة للتسوية، وكان أول رد فعل لتلك التصريحات هو ما صدر عن السلطة الفلسطينية التى هاجمت تجاهلها مأساة الشعب الفلسطينى وعدم إشارتها لضرورة إنهاء الاحتلال والمطالبة بالدولة الفلسطينية التى يدعمها الاتحاد الأوروبى..

والغريب أن تصريحات الدبلوماسية الألمانية التى أثارت تلك الضجة وردت فى خطاب مسجل وجهته للرئيس الإسرائيلى احتفالا بذكرى قيام إسرائيل رغم أنه لم تجر العادة على توجيه خطابات تهنئة مماثلة لدول العالم غير العضوة فى الاتحاد الأوروبى، فهل هى عقدة الذنب القديمة التى يصر الغرب على تحميلنا وزرها؟!

msalmawy@gmail.com