ركزت آلة الدعاية الإسرائيلية فى مواجهتها للضربة التى وجهتها لها حماس يوم ٧ أكتوبر على أن حماس لم تستهدف العسكريين وحدهم وإنما احتجزت أيضا النساء والأطفال، لكن ها هى صفقة تبادل الأسرى تثبت للعالم أن إسرائيل سبقت حماس فى احتجاز النساء والأطفال، وبينما شهد الرهائن الإسرائيليون المفرج عنهم بحسن المعاملة التى لاقوها تعرض النساء والأطفال الفلسطينيون لشتى صنوف التعذيب الجسدى والنفسى، وقد عرض أخيرا على منصات التواصل الاجتماعى فيلم تسجيلى بعنوان "عدالة باردة كالحجر" Stone Cold Justice كانت قد قدمته إحدى قنوات التليفزيون الأسترالى متضمنا تحقيقا توثيقيا حول معاملة سلطات الاحتلال للأطفال الفلسطينيين وإخضاعهم للتعذيب فى السجون الإسرائيلية، ومحاولة استخدامهم كعملاء ومخبرين ضد أقرانهم، بالمخالفة للقوانين الدولية، وقد أثار الفيلم الذى يستغرق ٤٥ دقيقة ضجة هائلة فى الأوساط الغربية لما تضمنه من مشاهد عنف غير معتاد، وقد شاهدت الفيلم فوجدت فيه ما يفوق الخيال رغم معرفتنا فى الوطن العربى بتلك الممارسات، ويصور الفيلم مداهمة قوات الاحتلال بيوت الفلسطينيين وسط الليل بشكل دورى فتنتزع الأطفال من فراشهم بحجة أنهم ألقوا الحجارة على سيارات إسرائيلية، وسط صراخ الأمهات ومحاولات الآباء حماية أبنائهم، لكن جنود الاحتلال يعتدون على الآباء والأمهات بالضرب ويقتادون الأبناء للتحقيق، الذى يتم خلاله معاملتهم بقسوة غير عادية فيضربون ويتعرضون للصدمات الكهربائية وللاعتداءات الجنسية ويرغمون على التوقيع على اعترافات مكتوبة بالعبرية تعرضهم بعد ذلك للمثول أمام المحاكم العسكرية، التى ينص الفيلم على أنها تنتهى بإدانتهم فى أكثر من ٩٩٪ من الحالات، كما يتم تهديدهم بممارسة نفس وسائل التعذيب التى تعرضوا لها مع أفراد عائلتهم إذا لم يتعاونوا مع سلطات الاحتلال بعد الإفراج عنهم للإبلاغ عن أفراد عائلاتهم وجيرانهم، وفى بعض الأحيان يحاولون إغراءهم بالمال أو بهدايا عينية تتضمن التليفونات المحمولة، ومثل هذه الممارسات غير القانونية تتخطى الأضرار التى تصيب الأطفال من جراء التعذيب الجسدى لتشوه نفسية الطفل إلى الأبد، فهل هناك من مقارنة بين معاملة الفلسطينيين للنساء والأطفال الرهائن وما يلاقيه الأطفال الفلسطينيون على أيدى قوات الاحتلال؟!