تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
صنم الصهيونية
من بين الآثار المهمة لحرب غزة التى مازالت تتوالى مع كل يوم جديد، أنها كشفت عن أعداد هائلة من اليهود المناهضين للصهيونية والمعادين لإسرائيل ولسياستها الوحشية تجاه الفلسطينيين، والحقيقة إن وجود يهود فى العالم مناهضون للصهيونية ظاهرة قديمة نشأت مع منشأ الصهيونية كإيديولوجية سياسية تؤمن بإقامة دولة عنصرية على أرض فلسطين لليهود وحدهم وطرد الأهالى الأصليين بالعنف والإرهاب، تعللا بأن أرض فلسطين هى أرض الميعاد التى وعده بها الرب اليهود فى التوراة، وأقول تعللا لأن مؤسسى الدولة اليهودية فى فلسطين من بن جوريون إلى جولدا مائير وموشيه ديان، كانوا فى الواقع من الملحدين، لكنهم استخدموا ما ورد بالتوراة لأغراضهم السياسية، ومن الغريب أن قطاعا عريضا من اليهود المناهضين للصهيونية هم من غلاة المؤمنين بالديانة اليهودية، ويرون أن قيام دولة إسرائيل المنصوص عليها فى التوراة لم يحن موعده بعد، وأن الدولة اليهودية الحالية لا تمت بصلة لما ورد فى التوراة، لكن هناك قطاعا آخر من اليهود المناهضين للصهيونية لا يرفضونها من منطلق دينى وإنما من منطلق تقدمى يرفض الاستعمار الإستيطانى الذى عرفناه فى القرون الماضية، ويؤمن بحق الشعوب فى تقرير مصيرها، وبسائر الحقوق التى نص عليها إعلان حقوق الإنسان معلنا بذلك مرحلة جديدة فى تاريخ الإنسانية، وقد كان من تأثير الحرب الوحشية التى تقودها إسرائيل ضد الفلسطينيين أن زاد عدد اليهود المجاهرين بعدائهم للصهيونية عن أى وقت مضى، وقد ألقت الكاتبة الكندية اليهودية نعومي كلاين خطابا فى لقاء جماهيرى احتجاجاً على استمرار الحرب فى غزة، قالت فيه إن هناك من اليهود من يعبدون صنما زائفا كما كان أجدادهم يعبدون العجل الذهبى، وهذا الصنم هو الصهيونية، وقالت: أفكر فى غضب موسى حين وجد قومه يعبدون العجل الذهبى، ففى ذلك درس لنا حول الأصنام، وحول اتجاه الإنسان لعبادة الزائف والوقتي على حساب ما هو أصيل ودائم، واتهمت الكاتبة الشهيرة الصهيونية بأنها تستخدم أفضل معتقدات الديانة اليهودية لتحولها إلى وسيلة ومبرر لممارسة أكثر الأعمال التى عرفها الإنسان وحشية بهدف سرقة الأراضى والإبادة الجماعية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية