تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

ما إن يقترب العام من نهايته حتى يبدأ المراقبون فى مراكز الاستطلاع الدولية فى رصد أحداث العام المنصرم لاختيار الشخصية التى كان لها التأثير الأكبر على الأحداث فى العالم، وتصورى أننا إذا افترضنا تحرر تلك الجهات الدولية من الانحيازات الفاضحة التى طفحت على سطح الحياة السياسية فى الغرب منذ بداية الحرب الإسرائيلية الحالية فى غزة، فإن الاختيار يجب أن يقع على الطفل الفلسطينى ليكون هو شخصية عام ٢٠٢٣، فلم يحدث أن استحوذت شخصية على الاهتمام العالمى مثلما حدث مع الطفل الفلسطينى بصرخاته التى تصم الآذان، وبتعبيرات الفزع على وجهه، وبجثامينه التى فاقت أعدادها الضحايا من الأطفال فى أى حرب أخرى منذ سنين، فقد تخطى عدد الأطفال الذين اغتالتهم آلة الحرب الإسرائيلية فى حرب الإبادة الوحشية التى دخلت الآن أسبوعها العاشر، الثمانية آلاف طفل لم يحمل أحد منهم السلاح فى وجه القوات الإسرائيلية الغازية، فبعضهم لم يصل إلى سن دخول المدارس بعد، والبعض الآخر كان مازال رضيعا سبقت شهادة وفاته إصدار شهادة ميلاده، وإذا كان الرأى العام العالمى قد انتفض بشكل لم يسبق له مثيل ضد الدموية والهمجية التى تمارسها دولة الاحتلال الصهيونية فى حربها الحالية فى غزة، فإن الجزء الأكبر من مشاعر الغضب التى عبرت عنها جماهير المتظاهرين فى مختلف أنحاء العالم إنما يعود لهذا العدد الهائل من الأطفال الذين اغتالتهم إسرائيل بدم بارد فى استهدافها لمنازل المدنيين ولمدارس الأطفال وللمستشفيات ودور العبادة، وقد هدمتها كلها فوق رءوس من فيها، لقد أصبحت صورة كل طفل من أطفال غزة الذين عرفوا الشهادة قبل أن يعرفوا معنى الحياة، هى أيقونة الحرب الدموية التى تجرى فى غزة، والتى انتقلت أيضا إلى الضفة الغربية رغم عدم وجود هناك لجماعة حماس التى تدعى إسرائيل أن الهدف من الحرب هو القضاء عليها، إن وجه الطفل الفلسطينى الحزين المغطى برماد ركام البيوت التى تهدمت فى غزة أصبح هو التجسيد الرمزى لضحايا تلك الحرب الدموية، لقد سيطر الطفل الفلسطينى على مخيلة الجماهير فى مختلف أنحاء العالم، وهو الذى حركها للتعبير عن غضبها بشكل لم نعهده من قبل.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية