تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
سياسة اللاسياسة
لست أعرف اسما للسياسة العربية التى لا تتحرك ولا تفعل شيئا بل تجلس حيث هى كأنها قد داهمها النعاس تحت نخلة فى الصحراء، تتلقى بين الحين والآخر ما تقذف به إليها الرياح،
وآخر تلك الثمار كانت قرار الدول الأوروبية الثلاث الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إسبانيا من داخل مجموعة دول البحر الأبيض المتوسط، والنرويج من وسط دول إسكنديناوة الشمالية، وأيرلندا من قلب الجزر البريطانية،
فهل فعلت السياسة العربية شيئا لتحقيق هذا الإنجاز الذى سيكون له تأثير نوعى على الوضع السياسى الخاص بالقضية الفلسطينية؟
وقبل ذلك، ماذا فعل العرب ليحققوا صحوة الضمير العارمة التى تعم العالم الآن، والتى أسقطت الغشاوة التى فرضتها الصهيونية العالمية على أعين العالم فأعمته عن حقائق القضية العربية طوال قرن كامل من الزمان؟
ثم ماذا فعل العرب للاحتفاظ بما تقذف به الرياح إليهم؟ هل حاولوا الاحتفاظ به أو البناء عليه؟
منذ أيام سقط مشروع قرار بالبرلمان الدنماركى للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقد تتبع الدنمارك دول أخرى ونحن جلوس لا نتحرك، بينما الجانب الآخر ليس خاملا، فقد نشطت جماعات الضغط الصهيونى فى جميع دول العالم تحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وها هى قد نجحت فى الدنمارك التى كانت قد صوتت فى الشهر الماضى فى الجمعية العامة لصالح الاعتراف بفلسطين،
إن الرياح التى تقذف لنا بالثمار قد تقذف بها بعيدا عنا ما لم نمسك بها، لماذا لا نرى سياسة عربية موحدة تدعم التحرك نحو الاعتراف بالحق العربى؟ هل غياب السياسة العربية ناتج عن أنه لم تواتها الفرصة للتحرك؟ أو لأنها لا تملك الوسائل اللازمة لمثل هذا التحرك؟
الرد بالنفى القاطع فى الحالتين، فالعرب لديهم من فرص التحرك ما يسمح لهم بتحركات لا حصر لها، ولديهم من الوسائل ما ليس لغيرهم، وقد كان اجتماعهم الأخير فى إطار الجامعة العربية فرصة مواتية للتحرك الجماعى فى الاتجاه الذى يشجع الدول على المضى قدما فى طريق الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكن ذلك لم يحدث فبدأ العقد ينفرط، فإلى متى ذلك الخمول؟ إلى متى سياسة اللاسياسة؟!.
msalmawy@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية