دهشت أن مجلة Foreign Policy (السياسة الخارجية) الأمريكية رفضت نشر مقال للمتحدث الرسمى لوزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، يرد فيه على مقال نشرته المجلة فى بداية هذا الشهر بعنوان «دروس مستفادة للربيع العربى القادم» بمناسبة مرور ١٠ أعوام على أحداث ٣٠ يونيو و٣ يوليو ٢٠١٣، وهو يفيض بالانتقادات لتلك الأحداث، ويدعو الإدارة الأمريكية فى المرة القادمة إلى سرعة التدخل، وعدم ترك الأحداث تأخذ مجراها، ومثل هذه الأقوال تعطى لمصر بكل تأكيد الحق فى الرد على ما ورد بالمقال من مغالطات عملا بحق الرد المحترم دوليا، لكن المجلة أرسلت تعتذر عن عدم النشر، وهو موقف غريب من مجلة يفترض أنها محترمة، وهى واحدة من مجلتين أمريكيتين معنيتين بالسياسة الخارجية، وقد أسسها مع آخرين أستاذ العلوم السياسية الشهير صمويل هنتنجتون صاحب نظرية صراع الحضارات عام ١٩٧٠، أما المجلة الثانية فهى Foreign Affairs (الشئون الخارجية) وهى الأكثر عراقة ويعود تاريخ إنشائها لعام ١٩٢٢، ورغم أن مجلة السياسة الخارجية تصدر كل ثلاثة أشهر إلا أنها تنشر المقالات بشكل يومى على موقعها الإلكترونى، لذا كان المنتظر أن تنشر هذا الشهر الرد المصرى على المقال المذكور والذى كتبه أحد العاملين بمعهد بروكنجز ويدعى شادى حميد، لكنها لم تفعل، وقد نشرت مدونة وزارة الخارجية المصرية الرد الذى تم إرساله للمجلة «المحترمة» والذى جاء به «بينما نحتفل نحن المصريين هذا العام بالذكرى العاشرة لثورة ٣٠ يونيو، فإننا نشيد بلحظة فارقة فى تاريخنا الحديث، هى لحظة ملحمية برهنت على إرادة شعبية عارمة»، ويمضى المقال فيقدم الرؤية المصرية لما حدث يومى ٣٠ يونيو و٣ يوليو، والتى يقول مقال المجلة الأمريكية إنه ما كان يجب أن تفاجأ بها الولايات المتحدة، بل كان يجب أن تحول دون وقوعها، أو أن تفرض العقوبات على مصر بعد وقوعها، ويوضح السفير أبو زيد فى رده أن الأحداث التى تلت ثورة ٣٠يونيو أثبتت حقيقة جميع الأسباب الكامنة والتى أدت إلى الثورة، ثم يشير إلى الإنجازات التى تلت الثورة من أجل تحقيق حياة أفضل وكريمة لجميع المصريين.