تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
روسيا والسودان
يكاد ما حدث أخيرا فى روسيا من تمرد لقوات فاجنر بقيادة يفجينى بريجوجين واتهامه وزير الدفاع بالفساد، ثم تقدم قواته غير النظامية نحو العاصمة موسكو قبل تراجعه إلى بيلاروس، يتطابق مع ما يحدث فى السودان منذ منتصف أبريل الماضى من صراع بين كيانين عسكريين هما قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتى) والقوات النظامية بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة الانتقالى!
ففى الحالتين نحن أمام وضع غريب تتمتع فيه كل من الدولتين بكيانين عسكريين يتصف كل منهما بالرسمية النابعة من دعم القيادة السياسية لهما، رغم اختلاف التكييف الشرعى لكل من الكيانين،
فقد كان الرئيس السودانى السابق عمر البشير هو الذى أنشأ قوات الدعم السريع، كما كانت قوات فاجنر تتمتع باعتراف ضمنى وغير معلن من القيادة الروسية التى كانت تستخدمها فى عمليات خاصة، ليس فقط فى حربها مع أوكرانيا، وإنما أيضا خارج البلاد فى كل من ليبيا وسوريا ومالى..
وقد أوضحت التجربة السودانية أن وجود كيانين عسكريين داخل نفس البلد يؤدى بالضرورة إلى اندلاع الصراع بينهما، وهو ما يمكن أن يحدث انشقاقا قد يؤدى إلى صراع دموى أو حرب أهلية، وتتشابه التجربة الروسية مع مثيلتها السودانية فى أن التمرد حدث فى الأولى بعد انتشار أخبار حول نية الرئيس بوتين تصفية أو تحجيم قوات فاجنر، وفى الثانية بعد أن طالب البرهان بانضواء قوات الدعم داخل الجيش السودانى، وقد تمكن بوتين من احتواء الموقف بسرعة وأعلنت قوات فاجنر انسحابها إلى بيلاروس، لكن هل هذه نهاية الأزمة؟ إن ما يخشى منه الآن هو أن القوى الغربية فى صراعها المرير ضد روسيا قد لا تترك هذه الفرصة تمر دون التواصل مع قائد قوات فاجنر عن طريق عملاء مخابراتها لدعمه وإمداده بالسلاح والعتاد، وهو ما يمكن أن يؤجج طموحاته السياسية غير الخفية فيستمر فى تمرده مما سيكون له انعكاسات جوهرية ليس فقط على مسار الحرب الروسية الأوكرانية، وإنما على الوضع العالمى بأكمله فى ظل تطور الصراع الحالى بين الشرق والغرب.
msalmawy@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية