تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
رضا عبدالسلام
عرفت الفنان رضا عبدالسلام رساما متميزا بجريدة الأهرام عام ١٩٧٧ قبل أن ينتقل عام ١٩٨١ للعمل بدار الهلال، وقد رسم لى لوحة شخصية أعتز بها، كما نفذ غلاف روايتى الخرز الملون فى طبعتها الأولى،
وبالأمس زرت معرضه الاستيعادى بقاعة ضى بالمهندسين الذى وضع فيه خلاصة انتاجه الفنى خلال نصف قرن من الزمان.. عدد هائل من اللوحات موزع على عدة قاعات، أبديت دهشتى ليس فقط من تنوعها، وإنما أيضا من عددها الهائل، فقال مبتسما: عندى فى البيت أكثر منها!
والحقيقة أن من يتابع رحلة رضا عبدالسلام مع الفن يلحظ تميزه الواضح من بداياته برسوم سيوة التى رأى أن يغلب عليها اللون الرمادى وليس الأصفر، ثم انتقاله إلى زرقة البحر بمرحلة جديدة شغلته فيها المراكب وتشكيلاتها، ثم تجاربه المتنوعة عبر مختلف المدارس الفنية التى يدرسها لطلبته بكلية الفنون الجميلة، وصولا إلى أسلوبه المميز الذى يغلب عليه طابع التجريب المستمر،
وهو يقول فى ذلك: فنى يعنى التمرد والتجاوز والفانتازيا.. فليس هناك حدود للتعبير، والأفق متسع لكل التجارب، بكل الوسائط المتاحة، ولا أعرف لأى مدرسة أو اتجاه فنى أنتمى، كل ما أعرفه عن نفسى أن شغفى بالفن أسلوب حياة لا تعرف الملل والانكسار،
أما مفاجأة المعرض فتتمثل فى مجموعة النحت الملون التى نفذها بمواد مختلفة من أدواتنا اليومية، مستخدما أحدث الطرز العالمية، المجموعة تضم بضع عشرات من التشكيلات النحتية المدهشة، وهى أشبه بـ ماكيت جدير بأن ينفذ بحجم أكبر فى إحدى الحدائق الكبرى أو فى أى مساحة خضراء واسعة، وهو ما وافقنى عليه،
وقد وافقته فى سؤاله الاستنكارى: لكن أين هى تلك الحدائق؟ وأين هى المساحات الخضراء؟! سؤال يذكرنا بالكثير مما أصبحنا نفتقده فى تخطيطنا العمرانى، ونفتقد الجمال فى حياتنا كلها دون أن نسعى لاستعادته، لكن إذا فقدنا الأمل فلماذا نرسم؟ ولماذا نبدع؟ أما رضا عبدالسلام فهو يرسم ويبدع بحب وحرية كل ما يروق له لأنه - على حد قوله - لا أنتمى لهذا الزمان الشقى، غير المنصف للمبدعين الجادين فى كل مجالات الإبداع الإنسانى.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية