تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
رب صدفة..
سعدت بذلك الحوار الفكرى غير المباشر - وغير المقصود - الذى جرى بينى وبين الصديق العزيز الكاتب السياسى الكبير الدكتور أسامة الغزالى حرب يوم الأربعاء الماضى، حول تقييم عملية الصواريخ التى أطلقتها إيران على إسرائيل ردا على هجوم الدولة الصهيونية على مبنى القنصلية الإيرانية فى دمشق، والذى قلت إنه كان عملية سياسية بالأساس، إذ وجه تهديدا جادا لإسرائيل بأن إيران لديها القدرة للوصول بسهولة إلى العمق العمرانى الإسرائيلى بينما جاء ضرب إسرائيل لإيران خارج العمق الإيرانى، على الجانب الآخر رأى الدكتور أسامة أن العملية الإيرانية كانت ضجيجها والمتوقع منها أكثر من تأثيرها الفعلى على الأرض إذ لم تكبد إسرائيل أى خسائر تذكر، والحقيقة أن الهجوم الإسرائيلى هو الآخر لم يحقق خسائر تذكر، وفى رأيى أن كل من الطرفين كان يبعث برسائل سياسية للطرف الآخر، ولقد عبر هذا التباين فى الرأى بامتياز عن الرأى والرأى الآخر فى قضية تشغل بال القارئ فى الوقت الحالى، ونشرت «الأهرام» الرأيين فى نفس اليوم، وفى صفحتين متقابلتين، فقدمنا للقارئ بلا تنسيق مسبق ما يشبه المناظرة الفكرية فى قضية يتحدث عنها العالم، ويا ليت صحفنا تقوم بترتيب مثل هذه المناظرات فى مختلف القضايا الحيوية التى تهم الناس، فتطلب من كاتبين - أو أكثر - أن يكتبا فى نفس الموضوع كل من وجهة نظره، فتنعش بذلك روح الحوار ومبدأ النقاش الذى لا غنى عنه فى أى مجتمع، وقد مررنا بفترات فى تاريخنا القريب ساد فيها الفكر الواحد، ولم يكن مبدأ الاختلاف مقبولا أو مسموحا به، وكانت فترة حكم الإخوان التى تؤمن بمبدأ السمع والطاعة أفضل مثال على غياب الاختلاف فى الرأى وعدم السماح بطرح الرأى المخالف على المواطن، وإذا كنا قد تخطينا تلك المرحلة بسقوط حكم جماعة السمع والطاعة، فإننا الآن فى أشد الاحتياج لتوسيع دائرة النقاش والتعبير عن الاختلاف فى الرأى، ليس فقط فى قضية الصواريخ وإنما فى جميع القضايا، وإذا كنا أنا والدكتور أسامة قد فتحنا ذلك الباب دون ترتيب مسبق، فرب صدفة خير من ألف ميعاد.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية