ربما كانت أقوى لحظات كامالا هاريس فى مناظرتها مع دونالد ترامب هى حين قالت بكلمات واثقة وصريحة: أنا لست جو بايدن ولا دونالد ترامب، إن ما أقدمه هو جيل جديد من القيادة لبلادنا! فقد هدمت بهذه الكلمات المعدودة وابل الهجوم الذى ظل ترامب يكيله لإدارة بايدن طوال المناظرة التى استغرقت 90 دقيقة متهما إياه بأنه خرب البلاد، ومؤكدا أن الولايات المتحدة أصبحت الآن بلدا يحتضر بسبب تلك السياسات الفاشلة، وهنا تدخلت كامالا قائلة: أولا أود أن أذكّر دونالد ترامب أنه ليس مرشحا ضد بايدن وإنما ضدى أنا، ثم أكدت لأول مرة بقوة ووضوح استقلاليتها وتمثيلها لجيل جديد لا شك أن الكثيرين من الناخبين الأمريكيين يتطلعون إليه بعد أن سئموا القيادات القديمة أسيرة السياسات التقليدية، وما خروج الملايين من المتظاهرين اعتراضا على مختلف السياسات الحالية إلا دليل واضح على تطلع قطاعات عريضة من الرأى العام للجديد، فلم تكن السياسة الأمريكية الخاصة بإسرائيل وفلسطين وحدها هى الدافع لمظاهرات الطلبة والشباب التى شهدناها فى الآونة الأخيرة فى مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وإنما كانت سياسة التأمين الصحى هى الأخرى من بين القضايا التى دفعت الكثيرين للنزول إلى الشوارع، وكذلك السياسة الخاصة بالإجهاض وغيرها، ولقد كانت لكامالا مواقف واضحة تجاه كل من هذه القضايا خلال مناظرتها مع ترامب، فبدت بالفعل أقرب للجيل الجديد من منافسها البالغ من العمر 78 عاما بينما هى لم تبلغ الستين بعد، أما ترامب فقد أخذ يهذى بأقوال خزعبلية تقلل من مصداقيته وتشكك فى حسن إدراكه دون أن تنال من مواقف منافسته، فقد وصف كامالا بأنها ماركسية وأن والدها كان ماركسيا وقد لقنها الدرس جيدا، وقال إن بايدن لا يطيقها، وإنها تكره إسرائيل وإنه خلال سنتين من توليها الرئاسة ستختفى إسرائيل من الوجود، كما قال إنها ستفتح حدود الولايات الأمريكية للمجرمين والقتلة وتجار المخدرات، واتهم المهاجرين بأنهم يسرقون القطط والكلاب الأليفة من بيوت الناس ليأكلوها (!!!) أما كامالا فقد خرجت من المناظرة وقد قدمت رؤية رصينة ومتكاملة تبعث على اطمئنان الناخبين على مستقبل البلاد.