فى مشهد غير مسبوق خرج عشرات الآلاف من طائفة الحريديم الأصولية اليهودية فى مظاهرة حاشدة فى القدس ضد رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو معلنين معارضتهم الخطة التى أعلنها لاحتلال غزة عسكريا، ومطالبين بإقالته، ومتهمينه بإتباع سياسات تخدم مصالحه الشخصية، وقام حاخامات الطائفة بتقطيع صور نيتانياهو المطلوب فى عدة قضايا تمس الشرف، وقد حملوا لافتات تعلن رفضهم الخدمة فى الجيش دفاعا عن العقيدة الصهيونية التى لا يؤمنون بها، وكان نيتانياهو قد أعلن أن إعادة احتلال غزة ستحتاج إلى قوات إضافية يبلغ قوامها 60 ألف جندى، وهو ما دعاة لاستدعاء أتباع الطائفة للخدمة العسكرية بعد أن كان يتم فى السابق إعفاؤهم من التجنيد اتساقا مع معتقداتهم التى تدعوهم للتفرغ للأمور الدينية، وهو ما قلب عليه أتباع الطائفة الذين يحصون بعشرات الآلاف والذين كانوا يشكلون جبهة قوية داعمة لحكومته المتحالفة مع الأحزاب الدينية المتطرفة، وتمثل تلك المظاهرة غير المسبوقة انشقاقا بدأ يتسع فى الرأى العام الإسرائيلى، حيث تعتبر ثورة الحريديم أكبر جبهة تعلن معارضتها لنيتانياهو، وتعد مظاهرتهم أكبر المظاهرات التى خرجت فى إسرائيل حتى الآن ضد رئيس الوزراء الحالى، وهى تأتى بعد المظاهرات المتكررة التى تقوم بها عائلات الرهائن المحتجزين فى غزة منذ بداية الحرب فى 7 أكتوبر 2023، والتى كثيرا ما تنضم إليها عناصر أخرى، يضاف إلى وجود جبهة معارضة لحرب غزة وهى تتكون من النخبة الإسرائيلية من المثقفين والصحفيين وبعض جماعات حقوق الإنسان، وكان نيتانياهو قد طالب رعايا الدول الأوروبية من مزدوجى الجنسية بالخدمة فى الجيش الإسرائيلى، ويقدر عدد الأمريكيين الذين شاركوا فى الحرب على غزة ضمن القوات الإسرائيلية بـ23 ألف جندى، على أن ثورة الحريديم لم تتوقف عند ذلك بل تم إرسال وفد من الحاخامات إلى الولايات المتحدة حيث التقوا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مطالبينه بوقف دعمه لنيتانياهو الذين قالوا إنه يطيل أمد الحرب من أجل تأجيل المثول أمام القضاء فى قضايا الفساد التى يواجهها، وقدموا له عدة ملفات تدين سياساته، ومؤكدين أنه لا يمثلهم، وأنه يسىء لصورة اليهود فى العالم.